سورية … هل يمكن للسفاح أن يكون مصلحاً؟
مع أنه لم يعد البتة مقبولاً أن يبقى رئيساً لسورية الأبية بعد أن أجرى دماء الشعب أنهاراً بقلب قاس لا يعرف الرحمة أبدا وصار بإمضاء الغضب الأهوج عليهم كالسباع الضارية والوحوش المستنفرة معتبراً أن هذا هو الشجاعة جاهلاً أن السلطان إذا عدل لم يحتج إلى أي شجاعة كما قال أرسطو، متصرفا بعقل من لا عقل له بسوء التدبير والتكبر والغطرسة على الرعية متوهماً أنه إذا لم يسفك الدماء بغير حق ضد المدنيين والمتظاهرين السلميين بل ومن يدافع عن أرضه وعرضه ونفسه ودينه لم تصلح أيامه ويدوم حكمه فهو جد مخطئ بهذه السياسة ذات الحسم الأمني الوهمي الذي لم يزد الثورة إلا اشتعالاً حتى ربت نقاط انتشارها في البلاد عن ثمانمائة نقطة مؤخراً هذا من جهة، وأما من جهة أخرى فقد نقل الإمام المناوي في الجواهر المضية للآداب السلطانية ص 34 أن مثل هؤلاء ينفي الله الإيمان الكامل عنهم لأنهم لم يتصفوا بالانقياد والإذعان له سبحانه (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك) النساء: 65، ومع كل ما أصبح مكشوفا من عوار هذه العصابة المتسلطة على سورية لجميع خلق الله في زمان الإعلام المفتوح الذي منع دخوله نظام الاستبداد إلا أن النصر الإعلامي للثوار والشعب مؤخراً بات مسيطراً وأخذت القنوات تفضح أكاذيب وألاعيب هرم السلطة وأبواقها الإعلامية على حد سواء، ومع محاولة من بشار لإنتاج نفسه من جديد أخذ يضحك الآن على الساسة والشعب وهو يعرف تماما أنه مخدوع عن عقله كما وصف علي رضي الله عنه، وذلك عندما أجرت معه المقابلة الأخيرة قناة 24 الروسية حيث أفاد بأنه هو المنتصر على من سماهم زورا وبهتانا الإرهابيين لأن انتخابات مجلس الشعب قد أجريت وانتهت بسلام، أي الانتخابات الصورية والإجبارية التي قوطعت من قبل المحافظات بشكل منقطع النظير ولكنهم كما عودوا الشعب على التزوير وتنخيب حتى الموتى والمحاولات الرخيصة تارة بالترهيب وأخرى بالترغيب حصدوا هذه النتيجة التي جاءت بأعداد فاسدة معظمها من الشبيحة الانتهازيين والمحرضين على قتل الشعب، بالإضافة إلى البعثيين والطائفيين ولا ننسى أنها طعمت ببعض من يحسبون على الوطن والإسلام وهم لا يصبون في النهاية إلا في خانة العصابة الظالمة المتآمرة على الوطن المتفاهمة مع الصهاينة الدائرة ظهورها لهم المتقدمة بوجوهها الكالحة بالنار والدمار على الشعب المظلوم الذي ما هب فعلا إلا طلبا للحرية والكرامة وإنهاء حكم الفرد المطلق وإن تسأل عن جدوى مثل هذا المجلس غير المعترف به شرعا وقانونا في هذه الظروف الاستثنائية فلتعلم أنه لن يكون اقل سوءا من مجلس التهريج السابق ولن يؤدي أي ثمرة جوهرية، وسيكون تابعا خاضعا كالجبهة الوطنية التقدمية التي أتى بها على منصة المسرحية لتبادل الأدوار في التمثيل والانحياز للقاتل الذي تشرعن له الجرائم باسم الوطن والوطن منه برىء، ثم ماذا ثنى بشار في المقابلة، إنه طلب من الرئيس الفرنسي الجديد أولاند ألا يسلك مسلك سلفه في الموقف من الحكومة السورية، مستعرضاً ومستدلاً أنه ذهب جراء الأحداث في ليبيا مئات الآلاف من الضحايا دون فائدة والذي نعرفه أن الضحايا من الطرفين في ليبيا لم يزيدوا على خمسين ألفا وهذا رقم موثق في طرابلس فما ندري من أين أتى بمئات الآلاف! ولا ريب أنه ينسى أو يتناسى عشرات آلاف الشهداء الذين سقطوا بسبب إجرامه وإجرام أبيه ولذا رد الساسة ومن ناشدهم مساعدته بأن ما تفوه به في منتهى السخافة إنه يخدع ويريد أن يخدع بهذا المجلس المريض كما حدث قبل ذلك بانتخابات الإدارات المحلية، فما فائدة هذه البهلوانيات المسرحية والدم قد طما حتى غاصت الركب، ثم إنه يريد أن يسمي ما يقوم به إصلاحات وهو بلا ريب كمن قال عنهم ربنا تعالى (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) البقرة: 12، وهكذا يظن أنه ألغى قانون الطوارئ فأصلح مع أنه استبدل بذلك ما يسمى بمكافحة الإرهاب، فأوقع المجازر التي لا مثيل لها بعد هذا الإلغاء وهكذا فهم الإصلاح عند الطغاة وربنا قد كشفهم بقوله (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) يونس: 81، والحقيقة أنه كما تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا لم تستح فاصنع ما شئت” لا دين يردع ولا ضمير يؤنب فكيف يكون مثل هؤلاء القتلة حكاما لبلاد الشام وهم يشنقون الناس وهم أحرى بأن يشنقوا أمام العالم أجمع وألف مرحى للثوار وكل من يقارع هؤلاء المجرمين الكبار والساسة الصغار واللصوص المحترفين ومن يؤازرهم من سادات المافيا السياسية والاقتصادية بل والايديولوجية، وتبا لمن لا يزالون يبيعون الشعب المذبوح كلاما في كلام من قادات المجتمع الدولي ومراكزه ومجالسه على حساب دمنا الطاهر الزكي وإرضاء لإسرائيل التي نعمت بنظام الأسد وهي تخشى من البديل أما أبواق الاعلام الفاسد فلم يعد خافيا كذبهم وتدليسهم على أحد واليوم قد جاؤونا بشبيح جديد هو معد محمد الذي كان المشاكس على الاتجاه المعاكس الثلاثاء الماضي والذي ساق الأكاذيب وسبح بحمد أسياده الزعماء القتلة وزور ودلس وتناول شخصيات قطر الوطنية بالتجريح ظنا منه أن هذه شجاعة فهل يسمح إعلامه في دمشق أن يمس زعيمه بأي كلمة إنها الحماقة والحقد ولا شيء سواه.
لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
لاشك أن الحياة مع هذه العصابة الحاكمة في سورية باتت مستحيلة ولابد بأي حل سلمي أو حربي أن يتم التخلص من هؤلاء الخائنين أو يحاسبون بالعدل..
أخلق بمن رضي الخيانة شيمة أن لا يرى إلا صريع حوادث
وإن غداً لناظره قريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق