بادرة كوفي عنان … هل هي حقاً على الطريق الصحيح
مبادرة كوفي عنان
هل هي حقا على الطريق الصحيح؟!
تصريح من جماعة الإخوان المسلمين في سورية
دون أن يستشار ممثلو المعارضة السورية والحراك الثوري، ودون أن يكون لهم أيّ حق في إبداء الرأي حول ما يجري على الأرض من خطوات تنفيذية.. فُرضت على الشعب السوري مبادرة السيد كوفي عنان.
وعلى الطرف الآخر وضع النظام بصماته على المبادرة، من خلال وكيله الروسي الذي صاغ المبادرة ابتداء، ونزلت أطراف المجتمع الدولي على حكمه. ولم يكن القرار التوافقي في مجلس الأمن إلا تحت السقف الروسي المنسق مع النظام.
ثم باشر النظام دوره في مناقشة كل كبيرة وصغيرة على المستوى التنفيذي، بينما غيّب ممثلو المعارضة والحراك الثوري عن المشهد!!!
وما يزال النظام، كطرف مدافع عن مصالحه، يعمل على تفريغ المبادرة من محتواها، واحتواء البعثة بشروطه، وتكرار وجهة نظره على مسامع أعضائها..
إننا في جماعة الإخوان المسلمين في متابعتنا لسير تنفيذ المبادرة على الأرض، والتي أعلن الناطق باسم السيد عنان بالأمس، أنها على الطريق الصحيح، نسجل تحفظاتنا على خطوات تنفيذ هذه المبادرة، حتى لا تفرَض على شعبنا نتائج لم يقبل بمقدماتها.
أولا – نستنكر التهاونَ بأعداد الشهداء الذين يسقطون يوميا بالعشرات، كما نستنكر عدم المبالاة بطرائق القتل الوحشية التي تقدم عليها عصابات النظام، رغم وجود بعض أفراد البعثة الدولية، وقربهم من موقع الحدث أحيانا. كما نستنكر مساواة الضحية بالجلاد، ومساواة التصرّف الفرديّ الذي قد يقدم عليه فرد مأزوم، بالتصرّف الرسميّ، من قبل من يدّعي تمثيل الشرعية من موقع سلطوي.
ثانيا – نفتقد في اهتمام بعثة المراقبين الدوليين البنود الأساسية التي نصت عليها المبادرة، وهي:
- وقف القتل والعنف، في مواجهة المظاهرات السلمية، وسحب الآليات الثقيلة، ونستنكر التغاضي عن وجود هذه الآليات، واستخدامها ضد المواطنين حتى بعد ما يقرب من شهر من عمل البعثة.
- السماح بوصول مواد الإغاثة للمتضررين؛ وكأنّ هذا البند الإنساني في جوهره، ما يزال موضع جدل بالنسبة لنظام يصرّ على تجويع الناس وإذلالهم.
- السماح للإعلام الحر بالدخول إلى سورية، وهو بند يبدو أن الخطة أسقطته من مطالباتها أصلا.
- البدء بإطلاق سراح المعتقلين، إذ ما يزال النظام، بوجود البعثة الدولية، يسير بالطريق العكسي، فيعتقل كل يوم المزيد من المواطنين..
ثالثا – نتحفظ على إعطاء النظام الحق في انتقاء المراقبين، وقبول من يشاء منهم، ورفض من يشاء، ضمن معاييره الخاصة.
رابعا – نتساءل عن سرّ البطء في وصول المراقبين إلى سورية حيث كان من المقرر وصول ثلاثمائة مراقب خلال أسبوعين، مع أن هذا العدد – حتى لو اكتمل – لا يكفي لمراقبة جرائم النظام في حيّ واحد أو بلدة واحدة. كما نتساءل عن المروحيات الأممية التي قيلَ إنها ستعوّض عن نقص العدد، وستجعل المراقبين يصلون إلى موقع الحدث في الوقت المناسب.
خامسا – وأخيراً إننا في جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن أعلنا دعمنا لمبادرة السيد كوفي عنان، انطلاقاً من الحاجة لإعطاء المجتمع الدوليّ فرصته، نعلن اليوم، وفي ضوء ما تقدم، تحفظنا على إخضاع هذه المبادرة لشروط النظام وإملاءاته، وعلى اعتبار النظام مرجعية لها، وعلى إغفال بنود المبادرة الأساسية.. مما يجعل بعثة المراقبين الدوليين غير قادرة على القيام بمهمتها الأساسية، بروح النزاهة والحيادية والموضوعية..
لندن : 5 / 4 / 2012
زهير سالم
الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق