دعوة المجتمع الدولي إلى مواجهة الحقيقة في سورية
بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية
إلى أصحاب الضمائر الحية في كل مكان..
إلى رجال الرأي والفكر والسياسة في العالم..
إلى ركننا الشديد من قادة الأمة المسلمة وشعوبها..
إنّ ما يجري على الأرض السورية، من قتل وانتهاك وتدمير، لا يخفى على كلّ ذي سمع وبصر. ولا نظن أننا نحتاج أن نسرد على مسامع الرأي العام، المزيد من وقائع الجريمة، و حكايات الألم والإثم، التي تمارسها عصابات بشار الأسد على الإنسان في سورية، على خلفيات لا تخفى حقيقتها على متابع منصف رشيد..
لقد كان واضحا منذ اعتماد مجلس الأمن الدولي لخطة السيد كوفي عنان، أنّ فريقاً دولياً أراد أن يجعل من هذه الخطة غطاءً لمشروع التمادي في الانتهاك والقتل الذي يمارسه النظام، وأنّ فريقاً آخر رأى فيها مهربا من تحمّل المسئولية الإنسانية، التي يفرضها القانون الدوليّ وشرائع حقوق الإنسان..
وبعد أكثر من شهر على إعلان السيد كوفي عنان لمبادرته ببنودها الستة، مازال النظام يمعن في مشروع القتل والقمع والإرهاب.. بل ويطوّر آليات القتل ليصل إلى افتعال التفجيرات العشوائية، التي تُشيعُ الموتَ والدمارَ والإرهابَ في المشهد السوري..
إلى أحرار العالم في كل مكان.. إلى الرؤساء والقادة ورجال الرأي والفكر والسياسة..
هل من المقبول أن يكتفيَ المجتمعُ الدوليّ إزاءَ مشروع الإبادة الذي ينفذ على أبناء شعبنا، بالتلهّي بمبادرة ثبت من أول يوم أن النظام لم يقبلها إلا لفظياّ فقط؟! هل من المقبول أن يكتفيَ المجتمعُ الدوليّ إزاءَ جرائم التفجير بنتائجها الكارثية بالإدانة والتنديد فقط؟!
ولماذا ينكل المجتمعُ الدوليّ عن السعي لمعرفة حقيقة هذه التفجيرات، عبر تحقيقات شفافة تقوم عليها لجان محايدة؟! هل إنّ معرفة الحقيقة ستحرجُ الموقفَ الدوليّ، وتضعه أمام مسئولياتٍ يصرّ على التهرب منها ؟!
كم مرة تابع المجتمع الدوليّ تفجيرات مفتعلة في دمشق، خلال سنوات مضت، حتى قبل قيام هذه الثورة؟. وكم مرة اشتكت الساحة العراقية والساحة اللبنانية، من تفجيرات واغتيالات تحت شعارات وعناوين (إسلامية) من القاعدة إلى فتح الإسلام!! وكان المجتمع الدوليّ دائماً متابعاً للحقائق محيطاً بها!.
أيها الإخوة المواطنون أبناء سورية الحرة الأبية.. أيها الأحرار الشرفاء في كل مكان..
تعلنُ جماعتنا جماعة الإخوان المسلمين في سورية.. رفضَها المطلق لكلّ أشكال القتل العشوائيّ، وتعلنُ رفضَها للتفجيرات الإرهابية وللقائمين بها، واستنكارَها لهذا الأسلوب كطريقة من طرائق العمل الثوري..
نحمّلُ النظامَ القائم المسئولية الكاملة عن عمليات التفجير، التي تمت على الأرض السورية، ونؤكّد أنها عمليات مفتعلة، وتحمل بصمات عصاباته.
نطالبُ بتحقيق دوليّ شفاف في هذه التفجيرات، ونعتبرُ نكول المجتمع الدوليّ عن القيام بهذه التحقيقات، هروباً من تحمّل المسئولية الإنسانية والسياسية التي يفرضُها القانون الدولي..
نتمسّكُ بحقّ شعبنا في الانتصار لمشروعه الثوري، بكل الأساليب المشروعة، وفي مقدمتها التظاهر السلمي، والعصيان المدني.
نرى في تخلّي المجتمع الدولي عن تحمل مسئولياته، إزاءَ ما يُشنّ على أبناء شعبنا من حرب إبادة ممنهجة.. انحيازاً سافراً لمشروع النظام وعصابات القتل العاملة بأمره، وتمكيناً للجلّاد من عنق الضحية. في الوقت الذي يُحرَمُ شعبنا من كل الوسائل التي تعينُه على الوصول إلى أهدافه في الحرية والعدالة والعيش الكريم.
إننا، وإزاءَ تخلّف المجتمع الدوليّ عن مسئوليته في حماية أبناء شعبنا، ومع تمسّكنا بسلمية الثورة، وبوطنية منطلقاتها وآفاقها، نؤكّد على حقّ جميع أبناء شعبنا بالدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وأموالهم.
كما نؤكّد على ضرورة الاعتراف بالجيش السوريّ الحرّ، كمؤسسة وطنية، وتمكين هذه المؤسسة من القيام بواجبها في حماية الشعب السوري من عصابات الإجرام. ونحمّل إخواننا من العرب والمسلمين مسئولية إمداد هذا الجيش وإسناده، حتى يفتحَ الله على شعبنا بالحق..
صبراً أبناء سورية، فإنّ موعدَكم النصر.. نصرٌ من الله وفتحٌ قريب.. ويومئذ يفرح المؤمنون.
12 / 5 / 2012م
جماعة الإخوان المسلمون في سورية
———————–
البيانات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها