الثلاثاء، 24 يوليو 2012

سوريا ...ثورة شعب - مقال مطول -


سوريا ...ثورة شعب
* نبذة تاريخية:
- انطلقت الهجرات من شبه الجزيرة العربية باتجاه سورية منذ عام 3500ق.م وقد خضعت سورية قديماً للسومريين والأكاديين والحيثيين نحو 300ق.م، كما خضعت للفراعنة المصريين في حدود 1500ق.م وللبابليين والآشوريين وأخيراً إلى الكلدانيين بقيادة نبوخذ نصّر... بعدها وقعت في يد الفرس ثم الرومان والبيزنطيين حتى جاء العهد الإسلامي.
- بدأالفتح الإسلامي للبلاد على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه. وفي ظل الحكم الأموي أصبحت دمشق عاصمة الإسلام والعالم قاطبة وفي العصر العباسي أصبحت مهملة من قبل خلفاء بني العباس.
- في عام 969 م احتل سورية القائد الفاطمي جوهر الصقلي واستمر حكم الفاطميين حتى عام 1070 حيث دخلها السلاجقة.. وقد اتخذ نور الدين الزنكي حلب عاصمة لدولته النورية عام 1146م وقد أسس صلاح الدين الأيوبي رحمه الله الدولة الأيوبية عام 1174م وبدء جهاده للاستيلاء على طبرية، وقد توفي صلاح الدين سنة 1193 وانتهت الدولة بموته.
- تمكن سيف الدين قطز من طرد المغول من بلاد الشام وقد حكم المماليك سورية ثم حكمها العثمانيون مدة 400 سنة حتى مطلع القرن العشرين.
- بدأت الأطماع الأوروبية في سورية منذ القرن السادس عشر لكنها تأججت مع مطلع القرن العشرين، وبخروج العثمانيين من سورية، دخلت فرنسا بقيادة الجنرال غورو دمشق عام 1920 لتبدأ الدولة مرحلة جهاد ضد الاستعمار الفرنسي دام خمسةوعشرين عاماً لم يهنأ للشعب بال ولا نامت عينه وقامت الثورات في أعوام 1925 و 1936 و 1943 والنتيجة جلاء المستعمر عن أراضي سورية في 17 نيسان عام 1946 فكانت سورية أول دولة عربية تتحرر من براثن المستعمرين.
- واجهت سورية بعد الاستقلال صعوبات داخلية منها الانقلابات العسكرية التي تتابعت بعد حرب 1948 لتحرير فلسطين، وبعد مواجهة سورية لهذه المشكلات اتجهت إلى الوحدة مع مصر عام 1958، إلا أن الأمور لم تسر كما أريد لها فألغيت الوحدة إثر انقلاب عسكري في عام 1961.ثم وصل البعثيون الى الحكم بعد انقلاب عسكري عام 1963ضد الرئيس ناظم القدسي والحكومة المنتخبة برئاسة خالد العظم،وبذلك تمإنهاء الحياة الديمقراطية في سوريا  ..ثم- تولى الفريق حافظ الأسد الحكم في سوريا وانتخب رئيساً لها عام 1971، وجدد انتخابه للمرة الخامسة عام 1999 , ثم وافته المنية عام 2000 وتولى ابنه بشارالأسد الرئاسة بعده.

مقدمة الثورة السورية
- بعد انتشار موجة الثورات والمظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي عمت بعض بلدانالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قام مواطنون سوريون بالتظاهر مطالبين بالإصلاح في بلادهم وخاصة في مدن درعا وبانياس وحمص. غير أن تلك المظاهرات السلمية جوبهت بعنف من قبل الحكومة السورية فتم نشر قطعاتعسكرية بأسلحة ثقيلة في تلك المدن ما أدى لمقتل المئات من المتظاهرين.
- أدت هذه الحوادث إلى فرض عقوبات على الإدارة السورية من قبل الولايات المتحدة، كما دعت دول أوروبية إلى استصدار قرار من قبل مجلس الأمن الدولي ينص على فرض عقوبات على الحكومة السورية مشابهة لتلك التي فرضت على ليبيا.
فييوم الثلاثاء 15 آذار/مارس عام 2011 م  انطلقت انتفاضة شعبية ضد القمع والفساد وكبت الحريات بحسب منظميها وتلبية لصفحة على الفيسبوك في تحد غير مسبوق لحكم بشار الأسد متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بكل من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك.
- قاد هذه الثورة الشبان السوريون الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفعوا شعار: "حرية ... حرية", لكن قوات الأمن والمخابرات السورية واجهتهم بالرصاص الحي فتحول الشعار إلى "إسقاط النظام".
- في حين أعلنت الحكومة السورية أن هذه الحوادث من تنفيذ متشددين وإرهابيين من شأنهم زعزعة الأمن القومي وإقامة إمارة إسلامية في بعض أجزاء البلاد.

أسباب الثورة السورية
هناك ثلاثة أسباب رئيسية:

1- الأسباب السياسية للثورة وتتمثل فيما يلي
1- استمرار قانون الطوارئ وسوء المعاملة طوالخمسة عقود : فرض فيهاقانون الطوارئ في سوريامنذ ما يقارب 50 عاماً وتحديداً عام 1963 م عند استلام حزب البعث للسلطة إثر انقلاب8 آذار/مارس. واستمر النظام منذ ذلك الحين في تطبيقه ليحكم قبضته على السلطة ويقمع أي شكل من أشكال المعارضة.
2- استمرار سياسة الاعتقال السياسي وكبت الحريات: التي طالت عشرات الآلاف من المعتقلين .،علماً بأنه لا تتوفر إحصائيات دقيقة عن عدد معتقلي الرأي أو السجناء السياسيين والحقوقيين في سوريا، لكن منظمة العفو الدولية قالت إن "نظام الأسد ، توسع في اعتقال المواطنين وأصحاب الرأي والزج بهم في سجون تفتقر لأبسط المقومات الإنسانية، والحكم عليهم عبر المحاكم الاستثنائية بأحكام جائرة".
3- الدولة البوليسية وعدم سيادة القانون: حيث تمتلك سوريا أكثر الأجهزة الأمنية قمعية في الوطن العربي وهذه الأجهزة هي:
- أجهزة أمنية تابعة للجيش: وتتمثل في إدارة المخابرات الجوية, شعبة المخابرات العسكرية, الأمن العسكري.
- أجهزة أمنية تابعة للداخلية:وهي إدارة الأمن العام, أمن الدولة, إدارة الأمن السياسي, الشرطة.
4- احتكار حزب البعث للسلطة: استلم حزب البعث السلطة في سوريا منذ حوالي 50 عاماً إثر انقلاب عـُرف باسم ثورة 8 آذار/مارس. ورفع الحزب في البداية أهدافاً تتمثل بالحرية والإشتراكية، لكنه طيلة سنوات حكمه الـ 50 لم ينفذ أياً من تلك الأهداف, بل على العكس قام بحكم البلاد بشكل منفرد وأزاح منافسيه وعمل على تقييد الحريات واعتقال كل من يخالفه بالرأي وقام بتعديل الدستور فأصبحت المادة 8 منه تنص على أن حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع مما أدى إلى شلل الحياة السياسية, كما انتشر الفساد في كل مفاصل الدولة التي يسيطر عليها الحزب بشكل مطلق وأصبحت الرشوة روتيناً يومياً.
5- انتهاكات حقوق الإنسان: حيث ذكرت هيومن رايتس ووتش (مراقبة حقوق الإنسان) أن السلطات السورية الحاليةكانت من الحكومات الأسوأ مقارنة بالفترة السابقة أيام حافظ الأسدفيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان عام 2010 م، حيث سجنت المحامين وعذبت المعارضين واستخدمت العنف ضدهم وأحياناً قتلهم.
6- هيمنة العائلة القابضة على الدولة: تحكم أسرة الأسد سوريا منذ أكثر من 40 سنة واللاعبون الرئيسون في هذه العائلة الصغيرة التي تحيط بالرئيس وتمسك بكل مفاصل الحياة في الدولة هم:
- أخوه الأصغر ماهر الأسد الذي يترأس الحرس الجمهوري (أقوى وحدة عسكرية في الجيش).
- صهره الجنرال آصف شوكت نائب رئيس أركان الجيش"الذي تم تسميمه مؤخرا"
- ابن خاله رامي مخلوف الملياردير المسيطر على الاقتصاد السوري والمالك لشبكة الهاتف المحمول والمشغّل لأموال عائلة بشار الأسد, وهو أحد أغنى رجال العالم.
- ابن خاله العميد حافظ مخلوف رئيس قسم التحقيق في جهاز أمن الدولة (يقال أنه هو من يحكم سوريا داخلياً).
ولقدقامت هذه الأسرة بالتسلط على المواطنين وسلبت منهم المواطنة كما نزعت منهم حقوقهم وواجباتهم. وعملت على تسمية الدولة باسمها فأصبحت وسائل الإعلام الرسمية تسمي الدولة باسم: "سوريا الأسد" في انتهاك صارخ للدستور وحقوق الشعب السوري. واعتمدت هذه العائلة في حكمها للبلاد على دعم مجموعةمن الفاسدين, وسيطرت على الشعب بيد من حديد معتمدة على الفساد والرعب.
7- كبت الحريات العامة: تتفق المنظمات الحقوقية الدولية والسورية على أن إصرار نظام بشار الأسد على مواصلة العمل بقانون الطوارئ والأحكام العرفية الساريين منذ عام 1963 م، أدى إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين المدنية، وإلى هيمنة السلطة التنفيذية على السلطتين التشريعية والقضائية وتسلط الأجهزة الأمنية على مؤسسات الدولة والمجتمع.
8- التعذيب والقتل: قالت اللجنة السورية لحقوق الإنسان أن سلطات الطوارئ تجاوزت صلاحياتها الاستثنائية في توقيف الأفراد احتياطيا إلى اعتقال المواطنين وتعذيبهم حتى الموت في كثير من الأحيان، واعتقال أعداد هائلة من المواطنين في السجون لأكثر من ثلاثة عقود دون مبرر، بالإضافة إلى اعتقال الأطفال والقاصرين والمسنين على حد سواء.
9- دولة الرعب: يبدو الجو العام في سوريا بأنه، ظاهريا، بلد مرحب بزواره حيث يختلط مزيج جذاب من القديم والحديث. لكن ماقد يلاحظهالسائح هو الوجود الاستخباراتي المشئوم والمكثف في كل مكان والمتمثل في الشرطة السرية وحزب البعث الذي يقوده الرئيس بشار الأسد الذي وجد نفسه، بعد وفاة والده حافظ الأسد وأخيه باسل، على غير توقع منه قائدا للجمهورية العربية السورية. ومثل سكان العراق وألمانيا الشرقية والاتحاد السوفيتي يعيش السوريون فيما يعرف ببيت المرايا، يتساءلون مَن مِن جيرانهم جواسيس للحكومة.
10- توريث السلطة: عند وفاة الرئيس حافظ الأسد في حزيران/يونيو 2000 م استلم ابنه بشار الأسد الحكم وكأن الدولة هي مملكة وليست جمهورية. لكن سن بشارالأسد كانت وقتها 34 عاماً والدستور ينص على أن السن المطلوبة هي 40 عاماً.- فأجرى مجلس الشعب في سوريا تعديلاً على الدستور خفّض بموجبه السن المطلوبة وجعلها 34 عاماً. وكانت تلك الجلسة التي أجري فيها التعديل أسرع جلسة لتعديل الدستور في العالم , حيث لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة.
- ومما يذكر أنه عندما بلغ الرئيس بشار الأسد سن 40 عاماً أعيدت تلك المادة من الدستور ليصبح العمر المطلوب للرئيس 40 عاماًفي الستور الأخير لعام 2012
11- التعامل بقسوة مع المعارضة: النظام الحاكم في سوريا لا يسمح بوجود أي شكل من أشكال المعارضة. كما أنه تعامل بوحشية مع حركات المعارضة التي كانت في السبعينيات (كما حدث في مجزرة حماة). وكل الأحزاب الموجودة في سوريا الآن منضوية تحت مظلة الجبهة الوطنية التقدمية بقيادة حزب البعث الحاكم, وأي حزب لا تتوافق مبادئه مع سياسة حزب البعث يتم حظره ولا يسمح له بممارسة نشاطه.وإن كان الدستور الأخير تضمن نصا يجيز تشكيل الأحزاب ،لكن العبرة بالتطبيق العملي !
12- تركُّز السلطات في أيدي أقلية: حيث تتركز معظم السلطات والصلاحيات في أيدي الأقلية من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد نفسه، وهي فرع من المذهب الشيعي. وقد أثار هذا الواقع امتعاض واستياء العديد من أفراد الأكثرية السنيةفي البلاد. حيث لا تشكل الأسرة العلوية التي ينتمي لها الرئيس الأسد سوى 6% من الشعب السوري, وهذا ما دعا الكثيرين للتشكيك في أن الأسد سيوفي بوعوده بالإصلاح لأنه وقتها سرعان ما ستفقد تلك الطائفة قوتها فيما لو تحولت سوريا للنظام الديمقراطي. علماً أن هناك معارضين للنظام ينتمون للطائفة العلوية مما يوضح أن الشعب السوري ليس طائفياً ،لكن النظام السوري هو ذو الطبيعة الطائفية.
13- المجازر المتكررة: ارتكب النظام السوري عدة مجازر منذ استلام حزب البعث للسلطة حيث قام بقمع كل أشكال المعارضة بطريقة وحشية. ومن هذه المجازر:
- مجازرحلب: في  حزيران/ يونيو  وما بعدهعام 1979 م.
- مجزرة جسر الشغور: في 10 آذار / مارس عام 1980 م.
- مجزرة سجن تدمر: في 27 حزيران / يونيو عام 1980 م.
- مجزرة حماة: في 2 شباط / فبراير عام 1982 م.
- مجزرة القامشلي: في 12 آذار / مارس عام 2004 م.
- مجزرة سجن صيدنايا: في 5 تموز / يوليو عام 2008 م.

2- الأسباب الاقتصادية والاجتماعية:
1- الفساد في سوريا ونهب المال العام: فقد ضرب الفساد أطناب النظام السوري في كافة المجالات وارتبط بشكل وثيق بالأسرة الحاكمة المتنفذة، وباتت الرشوة روتينا يوميا.
2- عدم قيام بشار الأسد بالإصلاح الموعود: فعندما استلم بشارالأسد السلطة عام 2000 م تعهد بإجراء إصلاحات على كافة الأصعدة (سياسية واقتصادية..). لكن الشعب السوري خلال 11 عاماً من حكمه لم ير تلك الإصلاحات الموعودة, بل إن الرئيس ادعى خلال لقائه مع القناة التركية أنه لم يعد أبداً بإجراء تلك الإصلاحات.
- صحيح أن هنالك بعض الإصلاحات الاقتصادية أجريت والتي وصفت بالخجولة كالمصارف الخاصة وسوق الأوراق المالية, إلا أن تلك الإصلاحات أتت لخدمة العائلة الضيقة المحيطة بالرئيس.

وهناك مؤشرات للتدليل على هذا التراجع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد
فقد احتلت سوريا في مؤشرات الفساد المرتبة 127 عالميا و15 عربيا وحققت مؤشر 2.5، لتتراجع بذلك مرتبة واحدة عن عام 2009  حيث حققت في تقرير الشفافية للعام 2009 المرتبة 126.  (صفر يشير معدلات فساد مرتفعة و10 معدلات فساد منخفضة).
السنةالنقاطالترتيب عالمياالترتيب عربيا
20072.414215
20082.114715
20092.612613
20102.512715
 
 أما فيما يتعلق بالبطالة فوفق دراسة خارطة البطالة بلغت هذه النسبة  11.7% من قوة العمل عام 2003 أي أن البطالة قد ازدادت بما يقارب 2.2 نقطة عن معدلها عام 1999  ،كما أن البطالة قد ازدادت خلال السنوات الثلاث الماضية بمعدل وسطي سنوي يقارب 7.19%
3- فرض ديانة عبادة الفرد: دأب النظام السوري على إجبار الشعب على اتباع عبادة الفرد المتمثل بشخص الرئيس وعائلته.- فأينما تجولت في سوريا تجد صور بشار الأسد (الذي وعد منذ 12سنة بإلغاء هذه الظاهرة لكنه لم يفعل), وصور أبيه حافظ الأسد, وصور أخيه باسل الأسد. حتى باتت سوريا كلها مختصرة في عائلة الرئيس فقط.
4- سياسة التجويع: تعتبر سوريا من الدول الغنية بمواردها الاقتصادية (النفط, الغاز, الزراعة, السياحة, الموقع الاستراتيجي,...), ومع ذلك يعاني السوريون من الفقر والبطالة والهجرة للخارج طلباً للرزق. والسبب سياسة التجويع التي يتبعها النظام تجاه المواطنين.
5- الأوضاع المعيشية البائسة: كارتفاع معدلات البطالة, وغلاء أسعار المواد الغذائية الأساسية بصورة هائلة, وارتفاع الضرائب, وانخفاض دخل الفرد , وضرب الفساد أطناب النظام في كافة المجالات وارتبط بشكل وثيق بالأسرة الحاكمة المتنفذة.

3- الأسباب المباشرة:
1- اندلاع موجة الثورات العربية مطلع عام 2011 م: فقد اندلعت مطلع عام 2011 م موجة احتجاجات عارمة شملت كثير من الدول العربية, أشعل شرارتها المواطن التونسي محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه احتجاجاً على الأوضاع السيئة في تونس.
- وجاءت من بعدها الثورة المصرية. وكان الشبان هم من يقودون تلك الثورات العربية خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت كالفيسبوك وتويتر, للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.ولقد حققت الثورتان التونسية والثورة المصرية نجاحات كثيرة أهمها الإطاحة برئيسي البلدين زين العابدين بن علي وحسني مبارك ونظامهما.
2- اعتداء الشرطة بقسوة على مواطنين بدمشق: في يوم الخميس 17 فبراير/شباط 2011 م انهال رجال من الشرطة بالضرب على الأخوين عماد وعلاء نسب وهما ابنا مالك أحد المحلات في منطقة الحريقة في دمشق. أثارت هذه الحادثة سخط الناس في المكان الذين تجمعوا على الفور وخرجوا بمظاهرة لم يكن مخططاً لها من قبل, حيث قـُدّر عدد المتظاهرين بـ 4000 شخص رددوا خلالها: "الشعب السوري ما بينذل". أدت هذه المظاهرة إلى مجيء وزير الداخلية السوري سعيد سمور الذي تحاور مع المحتجين وسألهم عن مطالبهم، ثم وعد بإجراء تحقيق بشأن ما حدث للشابين، وانفضت المظاهرة بعد 4 ساعات من ذلك. لكن المفاجأة كانت بتحميل فيلم على موقع يوتيوب يبين المظاهرة, مما أربك القيادة السورية وأضاء الأمل للشعب السوري حيث حقق المقطع نسبة مشاهدة عالية.
3- اعتقال أطفال درعا بتهم سياسية: في 6 مارس/آذار 2011 م فكما ذكرشهود عيان، خرج أطفال مدارس متوسطة في مدينة درعا لا تتجاوز أعمارهم 14 سنة يقلدون ما يشاهدونه في تلفزيونات الدول العربية، ويرددون هتافات بصورة أقرب للتسلية، مثل هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام". فجاء الأمن وألقى القبض على 15 طفلا وتم إيداعهم فرع الأمن السياسي في درعا حيث تم ضربهم وتعذيبهم (إلى حد قلع الأظافر).
- ذهب الأهاليإلى الضابط في الأمن السياسي عاطف نجيب (ابن خالة الرئيس بشار الأسد) وطالبوه بالإفراج عن أبنائهم، لكنه هددهم باعتقالهم واعتقال نسائهم.
-ولقد أغضب اعتقال الأطفال أهالي درعا فكانوا السبّاقين في تأجيج الثورة حيث قاموا بتوزيع منشورات في مركز المدينة والقرى التابعة لها من أجل القيام بثورة سلمية بعد صلاة الجمعة تنطلق من المسجد العمري في المدينة.وكانت هذه هي الجمعة الأولى للثورة

جرائم ومجازر النظام البعثي
إن استقراء تاريخ حزب البعث السوري المتجسد بالعصابة الأسدية يجد أنه مجبول ليس فقط بدم الشعب السوري وإنما أيضا بدماء الشعوب اللبنانية والفلسطينية والعراقية , فهو عبارة عن مذابح ومجازر وتصفيات جسدية متصلة ارتكبها بحق هذه الشعوب,ولم يتوقف الأمر عند ذلك  بل هو سلسلة من التصفيات بين أجنحة الحزب نفسه,حيث أن الحزب كان يحمل ثقافة العصابات الإجرامية "المافيات" ,لذلك كان دائم الانقسام  إلى أجنحة متصارعة تذبح بعضهابعضاً,مما يؤكد على حقيقة  دامغة هي أنهذا الحزب ما هو إلا مجموعة من العصابات الإجرامية الطائفية تحولتفي النهاية إلى مافيا ليس لها هدف إلا القتل والذبح والسيطرة على سوريا ومقدراتها بأي ثمن  ولو كان الثمن إبادة الشعب السوري  وتاريخه الإجرامي يدل على انه قام بمهمة وهي تأمين حدود إسرائيل من جبهة الجولان وذلك بالقضاء على جميع المخلصين في الجيش السوري وبتصفية الجيش من خلال تحويله من جيش مقاتل إلى عصابات إجراميةتحارب العروبة والإسلام دون هوادة ..

وفيما يلي بعض المحطات الدموية في تاريخ هذا الحزب الإجرامي الطائفي التي تؤكد على هذه الحقائق :
أولا : قبل الثورة السورية
1-عندما قام انقلاب حزب البعث الأول في 8مارس /آذار عام 1963 بدأ حكمه بمجزرة حيث  اتجهت الدبابات إلى المسجد الأموي لإرهاب الناس ، فدخلت المسجد وأطلقت النار على المصلين في المسجد فقتلت العشرات وجرحت العشرات .
2- في شهر تموز /يوليو عام 1963 وبعد انقلاب البعث بأربعة أشهر تقريبا قام الطائفيون المسيطرون على الحزب بارتكاب مذبحة بحق الضباط السنة بتهمة التآمر مع عبد الناصر على القيام بانقلاب ضدهم، حيث تم قتل مئات الضباط السنة من الشام وحلب وحماة  سميت بمذبحة الضباط الناصريين  .
3- مذبحة حماة عام 1964 والتي راح ضحيتها المئات، وقصفوا فيها مسجد السلطان وهدموا مئذنته.
4- مذبحة تل الزعتر ضد الشعب الفلسطيني في لبنانعام 1976 ,حيث ذبح فيها حوالي خمسة ألاف فلسطيني .
5- مجزرة الكرنتينا عام 1976 م ، وقد راح ضحيتها أكثر من 1000 فلسطيني ولبناني .
6- مذبحة سجن تدمر عام 1980 م ، بلغ عدد الضحايا أكثر 1100 سجين .
7- مذبحة حي المشارقة في حلب عام 1980 وراح ضحيتها 100 شهيد .
8- مجزرة سوق الأحد في مدينة حلب عام 1980م ، راح ضحيتها أكثر 192 ضحية .
9- مجزرة بستان القصر في حلب عام 1980م وراح ضحيتها العشرات  .
10- مجزرة النواعير في حماة عام 1980م ، راح ضحيتها المئات .
11- مجزرة قرية سرمدا في إدلب  عام 1980 م ، عشرات الضحايا .
12- مجازر جبل الزاوية في إدلب عام 1980م ، راح ضحيتها العشرات .
13- مذبحة جسر الشغور في إدلب عام 1980 بلغ ضحاياها مئة شهيد.
14- مجزرة البساتين بحمص عام 1980م ، عشرات القتلى والجرحى .
15- مجزرة الرقة عام 1980 م ، مئات الضحايا .
16- مذبحة النساء في تدمر بعد أخذهنرهائن ودفنهن في قبر جماعي عام 1980   .
17- مذبحة مخيم نهر البارد والبداوي في طرابلس عام 1983 .
18- مذبحة طرابلس حيث قتل فيها حوالي ستمائة شاب سني من مدينة طرابلس عام 1986.
19- مذبحة حماة الثانية عام1982التيذهب ضحيتهاأكثر من أربعين ألف مواطن أكثرهم من النساء والأطفال.
20- مذابح سجن تدمر التي كانت ضحاياها عشرات الآلاف من خيرة شباب سوريا خلال بضع سنوات.
21- مذابح حركة أمل الشيعية المدعومة من نظام الأسد وحليفته في لبنان ضد المخيمات الفلسطينية في بيروت والتي استمرت ما بين عامي 1984 – 1987 قتل فيها ألاف الفلسطينيين.
22- مجزرة سجن صيدنايا عام 2008 م ، عشرات القتلى والجرحى .

ثانيا : بعد انطلاقة الثورة السورية
 قد يكون الكلام الاحصائي أبلغ تأثيرا من الكلام الانشائي في هذا الصدد..لذا سنكتفي بسرد حصيلة  باجمالي الشهداء والجرحى والمفقودين والمعتقلين.
الحالةالعدد
الشهداء14 ألف
الجرحى70 ألف
المفقودون65 ألف
المعتقلون220 ألف
المشردون بالداخل1.5 مليون
المشردون بدول الجوار200 ألف
 
أهم المجازر التي ارتكبها النظام منذ اندلاع الثورة وحتى نهاية "ابريل 2012"،

اسم ومكان المجزرةتاريخ المجزرةعدد الشهداء في المجزرة
مجزرة درعا24/3/2011100 شهيد أثناء تشييع شهداء
مجزرة حماة3/6/2011استشهاد 34 شخصا
مجزرة جسر الشغور5/6/2011استشهاد  عشرات المدنيين
مجزرة جسر الشغور10/6/2011استشهاد 120 معظمهم عسكريين منشقين
مجزرة حماة7/7/2011استشهاد 22 مدنياً والتنكيل
مجزرة حماة31/7/2011أكثر من 100 شهيد
مجزرة حماة1/8/2011ارتقاء نحو 100 شهيد
مجزرة دير الزور7/8/2011أكثر من 50 شهيد
مجزرة اللاذقية14/8/201128 شهيدا بعد قصف اللاذقية
مجزرةفي الرستن2/10/2011استشهاد22 شابا وجرح 400 شخص آخرون.
مجزرة إدلب21/11/201134 شهيدا بعد اجتياح إدلب
مجزرة كفر يحمول /إدلب13/12/2011استشهاد 12 شخصا من عائلة واحدة خلال قيامهم بقطف الزيتون
مجزرة كفرعويد/ إدلب22/12/201160 شهيدا داخل المسجد ، وتشويه جثة  الإمام
مجزرة كنصفرة بإدلب23/12/2011استشهاد 72 عسكري بعيد انشقاقهم
مجزرة كرم الزيتون27/1/2012ذبح ثمانية أطفال
مجزرة الخالدية / حمص3/2/2012استشهاد  50 طفلا
حي المرجة /حلب3/2/201210 شهداء وأكثر من 50 جريحا بالرصاص في مسجد
مجزرة حمص4/2/2012حوالي 400 شهيد و1600 جريح
داريا/ ريف دمشق5/2/2012أكثر من 17 شهيداو80 جريحا خلال تشييعهم لشهداء
مجزرة حمص14/2/2012260 شهيد بقصف حمص
مجزرة بابا عمرو22/2/201260 شهيد انتشلوا من تحت أنقاض المنازل بعد القصف
مجزرة حمص27/2/2012استشهاد  64أثناء محاولتهم الفرار من حمص
مجزرة بابا عمرو1/3/201212 شخصا على الأقل استشهوا «ذبحا بالسكاكين»..
مجزرة بابا عمرو3/3/2012قوات الأمن تعدم  14 شابا ميدانيا
مجزرة حي كرم الزيتون وحي12/3/201228 طفلا و23 امرأة
مجزرة عين لاروز /ادلب12/3/2012عشرون شهيدا من عائلتين  فقط
مجزرة تفتناز بإدلب4/4/2012استشهاد 43 أغلبهم من عائلة واحدة
 

أركان الثورة السورية
للثورة السورية أركان ثلاث:
1- الشعب: وكان دوره متمثلا في المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية.
2- الجيش السوري الحر: وكان دوره حماية الشعب من إجرامميليشيات النظام
3- المجلس الوطني السوري: وهو الممثل السياسي للحراك الشعبي.
أولاً: الشعب:
بموجب إحصاءات عام 2010 فإن عدد سكان سوريا يقدر بحوالي اثنين وعشرين مليونًا ونصف المليونبنسبة نمو طبيعي تعادل 1.9% سنويًا، أي بزيادة نصف مليون نسمة كل عام. حوالي 90% من سكان البلاد هم من العرب في حين أن الأكراد يشكلون 8% من السكان، وتوزع النسبة الباقية على سائر الأقليات كالأرمن والتركمان والشركس والسريان بمختلف فروعهم، إلى جانب أقليات قومية وافدة أخرى. حوالي 53.5% من مجموع السكان يقيم في المدن، وتعتبر مدينة حلب أكبر المدن السوريّة، أما سائر السكان فهم يعيشون في الريف إلى جانب وجود مجموعات قليلة من البدو في بادية الشام تعمل الحكومة على توطينهم في قرى خاصة على نهر الفرات. وتعاني سوريا من تضخم عدد السكان في المدن الكبرى كدمشق ومحيطها وحلب فضلاً عن الهجرة من الريف إلى المدينة، ما يؤثر سلبًا على التنمية والأمن الغذائي.
عمومًا فإن الكثافة السكانية في سوريا، تعتبر عالية في المنطقة الساحلية ومنطقة سهل الغاب إلى جانب دمشق وريفها ومحافظة حلب، وقليلة في منطقة الجزيرة السورية ومنعدمة تقريبًا في بادية الشام. موجات الهجرة من سوريا، بدأت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بسبب انهيار الوضع الاقتصادي وجور بعض الإداريين في الدولة العثمانية، ويقدر البعض عدد أصحاب الأصول السورية اليوم في الخارج بثمانية عشر مليونًا.
الشعب والثورة السورية
انضمامًا للربيع العربي، وجه ناشطون سوريون عبر الفيس بوك الدعوة "ليوم غضب سوري" في 15 مارس. وكانت درعا جنوب البلادتشهد ومنذ بداية الشهر "حالة غليان" و"سخط شعبي" بعد أن قام عدد من التلاميذ الأطفالبكتابة شعارات مُطالبة بإسقاطه على بعض جدران المدينة، مما أدى إلى حملة اعتقالات عارمة في المُحافظة رافقها تعذيب للمعتقلين الأطفال.
في يوم الثلاثاء 15 مارس 2011 تظاهر العشرات أمام الجامع الأموي في دمشق في أول مظاهرة ضمن الثورة، غير أن الأمن فرقهم واعتقل بعضهم، وفي اليوم التالي 16 مارس خرجت مُظاهرة أخرى في المكان نفسه اتجهت نحو وزارة الداخلية، في ساحة المرجة، ولم تختلف طريقة تعامل الأمن معها إذ فرقها بالقوّة واعتُقل العشرات.
وفي 18 مارس الجمعة الأولى من الثورة، امتدت المظاهرات خارج العاصمة آخذة بالتوّسع كمًا وانتشارًا فخرجت مظاهراتدرعا من الجامع العمري، ودمشق من الجامع الأموي، وحمص من جامع خالد بن الوليد، وبانياس من مسجد الرحمن. في درعا أطلقت قوات الأمن السورية الرَّصاص الحي تجاه المتظاهرين السلميِّين، مما أدى إلى سقوط 4 شهداء، وفي الأسبوع التالي كانت درعا وقراها مسرحًا لمظاهرات مستمرة واجهها الأمن بسياسة القمع، أفضت مع نهاية الأسبوع لما يقرب من 150 شهيداً .
لم تتوقف رقعة المظاهرات عن التوسع والتمدد، ففي يوم الجمعة التالي 25 مارس وتحت شعار "جمعة العزّة" شاركت 7 محافظات من أصل 14 في المظاهرات، واجهها الأمن بالقمع، وكانت بثينة شعبان  - مستشارة بشار الأسدقد وعدت بإصلاحات اتخذتها "القيادة القطريّة لحزب البعث العربي الاشتراكي". تلاها في 31 مارس خطاب لبشار الأسد أمام مجلس الشعب، وتحدَّث فيه عن إصلاحات ومحاسبة المسؤولين عن قتل المواطنين. ثمَّ أعلن عن تشكيل حكومة جديدة، لم تختلف في تركيبتها وتكوينها عن الحكومات السابقة، ثم في 21 أبريل أعلنَ عن رفع حالة الطوارئ في البلاد، بعدَ أن كانت قد فُرضت لمدة 48 عاماً متصلة منذ انقلاب الثامن من آذار عام 1963 .
لم تتوقف المظاهرات ولم تنحسر، وبدءًا من 25 أبريل شارك الجيش السوري بعمليات القمع، فاجتاح درعا ودوما والمعضمية، وحاصر بانياس ثم حاصر حمص في 9 مايو فتلكخ؛ رافق ذلك تضخم أعداد الشهداء والمعتقلين ورغم ذلك لم تتوقف المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، أو العمليات العسكريّة بل امتدت نحو حصار الرستن وتلبيسة، كما لمتغير الحكومة سياستها حول "عصابات إرهابية مسلحة" وإصدار المراسيم التشريعية لقوانين جديدة ضمن الإصلاح الذي وعد به الأسد، كما لم تتوقف "المجازر" على سبيل المثال يوم 3 يونيو تسبّب إطلاق نار كثيف على متظاهري حماة بسُقوط عشرات الشهداء، علمًا أن المدينة شهدت مظاهرات ضخمة في ساحة العاصي أدت مع نهاية يوليو لاجتياحها في ما عُرف باسم "مجزرة هلال رمضان"، أما اجتياحها الأول فقدكان فيبداية يوليو، وكان من بين ضحاياه إبراهيم القاشوش. تلتها حصارات إدلب التي كان من آثارها نزوح 17,000 مواطن نحوتركيا، وعمليات مشابهة في دير الزور والبوكمال والحراك، وتكررت اجتياحات حمص وأحيائها.
في 14 أغسطس اقتحم الجيش مدينة اللاذقية، وشاركت الزوارق الحربية في قصفها بحرًا، في أوَّل استخدام لسلاح البحرية منذ بدء الاحتجاجات، لا سيّما حي الرمل الجنوبي الذي شهد تركز المظاهرات؛ علمًا أن النظام حاول ومنذ بداية أغسطس افتعال فتنة طائفيّة في المدينة المتنوعة طائفيًا بيدَ أنه فشل.
كان 18 أغسطس يوماً محورياً في تحوُّل الخطاب الدوليِّ ضد النظام، حيث أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية ففرنسافبريطانيا فألمانيا فالاتحاد الأوروبي فكندا زوال شرعيّة النظام ودعوا الرئيس للتنحي. وفي 2 أكتوبر أعلن عن قيام المجلس الوطني السوري، كهيئة سياسيّة ممثلة للثورة، كما أعلن العقيد الركنرياض الأسعد تأسيس الجيش السوري الحر ككيان يضم العسكريين المنشقين عن الجيش النظامي وهدفه الرئيس حماية المتظاهرين وتأمين المناطق التي انسحب منها الأمن، كما اندلعت خلال الأشهر اللاحقة عدة معارك بين الجيش النظامي والجيش الحر في عدد من المناطق والمدن السوريّة، كما حصل على سبيل المثال يوم 13 يناير 2012 حين اندلعت معركة في منطقةالزبداني التابعة لريف دمشق  بعدَ أن سيطرَ الجيش الحر عليها بالكامل، وقضى اتفاق بين الطرفين في 11 فبراير لانسحاب كلا الجيشين من المدينة.
ترافق ذلك مع حراك في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، بيد أن استخدام روسيا والصين حق النقض عطّل إصدار أي قرار عن مجلس الأمن، وفي 19 ديسمبروافقت الحكومة السورية على توقيع بروتوكول المراقبين العرب كجزء من مبادرة الجامعة العربية في سوريا بعد شهر ونصف من المهل والجدالات، ووصلت طلائع البعثة إلى البلاد في يوم الخميس 22 ديسمبر، ومن ثم قدمت الجامعة العربية مبادرة جديدة تقضي بتفويض الأسد صلاحياته لنائبه، لتأمين عملية انتقال سلمي للسلطة غير أن الحكومة "رفضتها جملة وتفصيلاً"، وخلال المبادرة الثانيّة سحبت بعثة المراقبين وتمت الدعوة لإرسال قوات حفظ سلام بدلاً منها.
في 3 فبراير، أدى قصف عنيف على حي الخالدية في مدينة حمص إلى سُقوط مئات الشهداء وأكثر من ألف جريح في ليلة واحدة، وتلت ذلك حملة على المدينة هي الأعنف منذ بدء الاحتجاجات، أدت إلى سقوط زهاء ألف شهيد خلال أسبوعين.
ثانياً: الجيش الحر:
الجيش السوري الحر هو قوة عسكرية قام بتأسيسه ضباط مُنشقون عن الجيش العربي السوري في تاريخ 29 يوليو/ تموز 2011 لدعم المُتظاهرين السوريين وحمايتهم، تحت قيادة العقيد المُنشق رياض موسى الأسعد. ولقد قام الجيش السوري الحر لاحقا بعدة هجمات على أهداف عسكرية ومدنية في مدن مختلفة.
وهناك عدة كتائب للجيش أبرزها :
*  كتيبة خالد بن الوليد في محافظة حمص.
*  كتيبة القاشوش في مدينة حماة.
*  كتيبة أبي الفداء في شمال محافظة حماة.
*  كتيبة معاذ الركاض في مدينة دير الزور.
*  كتيبة الله أكبر في مدينة البوكمال.
*  كتيبة حمزة الخطيب في جبل الزاوية.
*  كتيبة الأبابيل في مدينة حلب.
البنية والقيادة 
أعلن في نفس بيان تأسيس الجيش عن تشكيلته القياديَّة الأولية، وهي كالتالي:
*  قائد الجيش العقيد «رياض موسى الأسعد».
*  نائب القائد العقيد «أحمد حجازي».
*  قائد كتيبة حمزة الخطيب المقدم «عبد الستار يونسو» في درعا.
*  قائد كتيبة الحرية النقيب «إبراهيم مجبور» في إدلب.
*  قائد كتيبة صلاح الدين النقيب «علاء الدين».
*  قائد كتيبة القاشوش النقيب «أيهم الكردي».
*  الملازم الأول «تيسير يونسو».
*  الملازم الأول «أحمد الخلف».
*  الملازم «مازن الزين».
*  الملازم الأول «تيسير يونسو».
*  المنسق الإعلامي منهل العداي.
وبعد انشقاق العميد مصطفى الشيخ عن الجيش النظامي ،  واتساع رقعة الانشقاقات والزيادة المضطردة للكتائب العسكرية المعارضة ، تم في 24 آذار / مارس/ 2012 الإعلان عن تشكيل مجلس وطني عسكري يوحّد المعارضة المسلّحة تحت اسم " المجلس العسكري السوري "بقيادة العميد مصطفى الشيخ ، ويضم المجلس عشرة ضباط برتبة عميد وستة برتبة عقيد ويعمل تحت قيادة العقيد رياض الأسعد .

ثالثاً: المجلس الوطني السوري:
منذ انطلاق الثورة السورية عملت المعارضة على توحيد جهودها لتشكيل واجهة سياسية، من أجل دعم حقوق الشعب السوري وثورته والوصول بها الى غايتها. وعلى مدى أكثر من خمسة أشهر تبلورت الرؤية بخصوص إيجاد المظلة السياسية التي تجمع الشخصيات الوطنية والقوى المساهمة في الثورة، وتطور الدور المطلوب منها مع تطور مسار الأحداث، وصولاً إلى إسقاط النظام، وإقامة نظام ديمقراطي تعددي.
وتأتي فكرة المجلس الوطني السوري من وحي تجربة الحراك السوري في تجميع قوى المعارضة، إذ تأكدت الحاجة الى تشكيل مجلس يضم الكفاءات الوطنية والشخصيات الفاعلة، ويعمل بمثابة مظلة سياسية للثورة السورية في المحافل الدولية دعما لقضية الشعب السورية العادلة في التحرر من الاستبداد وبناء دولته المدنية الديمقراطية.

تشكيل المجلس
عكف فريق من الخبراء والتكنوقراط وبعض الشخصيات السياسية على الخروج بآلية جديدة لتشكيل مجلس يضم كفاءات وطنية مع مراعاة تنوع يعكس الواقع السوري وفق الخطوات الآتية:
1. رسم خارطة القوى السياسية السورية الداعمة للثورة، وإعداد قوائم بالشخصيات الوطنية الفاعلة للترشيح منها.
2. تحديد المواصفات المطلوبة لعضوية المجلس بالنظر الى مهماته.
3. وضع معايير لتمثيل فئات الشعب السوري في المجلس، تعكس طيفه المنوع اجتماعياً وفكرياً وسياسيا بنسب موضوعية.
4. اقتراح تشكيلة للمجلس بناء على المواصفات والمعايير المذكورة، تحقق التنوع وتكامل الكفاءات والاختصاصات.

مبادئ أساسية
يلتزم المجلس في تحقيق أهدافه بالمباديء الأساسية الآتية:
1. العمل على إسقاط النظام بكل الوسائل المشروعة.
2. تأكيد الوحدة الوطنية بين كافة مكونات المجتمع السوري (بعربه وكرده وإثنياته، وباقي الطيف الديني والمذهبي)، ونبذ دعوات الفرقة والانقسام.
3. الحفاظ على سلمية الثورة السورية وأخلاقياتها.
4. حماية الاستقلال الوطني، والمحافظة على السيادة الوطنية.
بعد جهود متواصلة من قبل المعارضة السورية تأسَّسَ المجلس الوطني السوري استجابة للشعور بالحاجة لإطار سياسي يمثل العمل الثوري الجاري على الأرض منذ 15 آذار/مارس 2011 لإسقاط النظام ورموزه وأشخاصه، وذلك بعد أكثر من سبعة أشهر من اندلاع أحداث الثورة، حيث تم التوصل إلى صيغة توافقية لإنشاء المجلس وأُعلن عنه في اسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2011.

مهمة المجلس
مهمة المجلس الأساسية هي تشكيل هيئة وطنية لتمثيل الثورة السورية سياسياً، وتجسيد تطلعاتها في إسقاط النظام وتحقيق التغيير الديمقراطي، وبناء الدولة المدنية الحديثة.

المشروع السياسي للمجلس
يشكل المجلس مؤسسة سياسية اعتبارية تمثل معظم القوى السياسية السورية المعارضة للنظام وقوى الحراك الثوري، ويعمل كمظلة وطنية عامة مؤقتة تعبر عن إرادة الشعب في الثورة والتغيير. ويهدف المجلس إلى بناء دولة ديمقراطية مدنية تعددية وذلك عن طريق:
· إسقاط النظام القائم بكل رموزه.
· الحفاظ على الثورة السلمية الشعبية وحمايتها وتطويرها مع دعم الجيش السوري الحر.
· توحيد جهود الحراك الثوري والمعارضة السياسية.
· كسب الرأي العام العربي والدولي على المستويين الشعبي والرسمي.
· تركيز الجهد على دعم الثورة السلمية واستمرارها وتصعيدها باتجاه العصيان المدني.
· العمل على تعبئة المجتمعين العربي والدولي لتعزيز الضغط على النظام بشتى أنواعه.
· تنويع وسائل الحراك الثوري من التظاهرات إلى الإضرابات وصولاً إلى العصيان المدني.
· العمل على تأمين الحماية الدولية للمدنيين ودعم آليات عربية ودولية مشتركة لتحقيقها وتأمين تنفيذها من خلال المؤسسات الأممية في أسرع وقت.
· التواصل مع التشكيلات المشاركة في الثورة كافة وتعبئة الحراك الشعبي، وضمها إلى إطار المجلس بكل الأشكال الممكنة.
· تعزيز التواصل وتشجيع المبادرات ونشاط الفئات المهنية ورجال الأعمال والمثقفين وغيرهم.
· الحفاظ على الإيجابية والمرونة مع كافة القوى السياسية المعارضة الموجودة خارج المجلس، والعمل على ضمها إليه في حال موافقتها على بيان تأسيسه ووثائقه، أو تنسيق الجهود معها في الحدّ الأدنى، ووضع الآليات اللازمة لذلك.
· إيلاء مسألة المكونات المجتمعية الاهتمام الذي تستحقه، من خلال طمأنتها بالبرامج والفكر والسياسة، وتكثيف التواصل مع شخصياتها وهيئاتها، مع التأكيد في الوقت نفسه على فكرة أن مشاركتها في عملية التغيير هي أفضل ضمان.
· السعي لدى الدول العربية والأجنبية للاعتراف بالمجلس الوطني السوري.
المرحلة الانتقالية:
· يتولى المجلس الوطني مع المؤسسة العسكرية" يقصد بها في حينها الجيش الحر قبل انضمام بعض الوحدات العسكرية الأخرى له لاحقا "تسيير المرحلة الانتقالية وضمان أمن البلاد ووحدتها حال سقوط النظام.
· يشكل المجلس حكومة انتقالية لإدارة شؤون البلاد.
· يدعو المجلس إلى مؤتمر وطني جامع تحت عنوان التغيير الديمقراطي، لوضع برنامج وملامح المرحلة الانتقالية مع ممثلي المجتمع السوري بكل أطيافه وبمن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب أو بنهب ثروة الوطن من أهل النظام.
· تتكفل الحكومة الانتقالية بتوفير المناخ المناسب لعملية تنظيم الحياة السياسية في البلاد، وتوفير الشروط التي من شأنها ازدهار المجتمع المدني عبر هيئاته المختلفة بما في ذلك النقابات الحرة.
· تنظم الحكومة المؤقتة خلال سنة كحد أقصى انتخابات حرة بمراقبة عربية ودولية لانتخاب جمعية تأسيسية مهمتها وضع دستور جديد للبلاد يتم إقراره بعد طرحه على الشعب عبر استفتاء عام.
· تُجرَى الانتخابات النيابية الحرة في مدة أقصاها 6 أشهر وفقاً للدستور الجديد.
· يعمل المجلس من الآن على تجسيد ما طرحه بيانه التأسيسي حول الحفاظ على مؤسسات الدولة وخصوصاً مؤسسة الجيش، وأيضاً خلال المرحلة الانتقالية، فهي كلها ملك للشعب بعد أن عمل النظام الاستبدادي على التعدّي عليها واغتصابها، ولا يتعارض هذا مع إنهاء مظاهر الشمولية أينما تجلّت.
· الإفراج عن المعتقلين والتحقيق بمصير المفقودين وعودة المنفيين واللاجئين وتعويض أسر الشهداء والمنكوبين وسائر المتضررين.
· تشكيل هيئة قضائية مستقلة مهمتها تلقي الشكاوي من المواطنين والتحقيق في الجرائم المرتكبة بحق الشعب ومعاقبة المذنبين.
· تشكيل هيئة مصالحة وطنية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان والمتطوعين من أجل إزالة رواسب مرحلة الاستبداد والإفساد.
· تجريم كل أشكال الاضطهاد والإقصاء والقهر والتمييز على أساس قومي أو طائفي أو بين الجنسين.
سورية الجديدة – مبادئ عامة
· سورية الجديدة دولة ديمقراطية مدنية تعددية، نظامها جمهوري برلماني، السيادة فيها للشعب، ويقوم على مبدأ المواطنة المتساوية وفصل السلطات وتداول السلطة وسيادة القانون وحماية الأقليات وضمان حقوقهم.
· وهي تضمن لمواطنيها ما ورد في الشرائع الدولية من حقوق الإنسان، والحريات الأساسية في الاعتقاد والرأي والتعبير والاجتماع والإعلام وغيرها، كما يكون جميع مواطنيها متساوين في الحقوق والواجبات دون أي تمييز على أساس القومية أو الدين أو الجنس.
· تلتزم الحكومة بخطط طموحة للتنمية الاقتصادية والبشرية.
· تلتزم سورية الجديدة بمكافحة الفقر وإيلاء الاهتمام بالمناطق المحرومة وتعتبر تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين واجباً وطنياً.
·تحقيق العدالة في توزيع الثروة الوطنية، بحيث تكون الموارد الوطنية ملكاً للسوريين جميعاً في إطار حكم رشيد، وتوجيه ثمار التنمية نحو رفع مقدَّرات ومستوى حياة جميع شرائحهم ومناطقهم وفي مقدمتها الأكثر حرماناً.
· تلتزم سورية الجديدة بالقضاء على الأميّة وتوفير المعرفة والمعلومات الصحيحة لعموم السكان.
· تشكل سورية الجديدة بنظامها المدني الديمقراطي ودستورها أفضل ضمانة لكافة فئات الشعب السوري القومية والدينية والطائفية.
· يكفل الدستور الحقوق القومية للشعب الكردي وحل المسألة الكردية حلاً ديمقراطياً عادلاً في إطار وحدة سورية أرضاً وشعباً مع ممارسة حقوق وواجبات المواطنة المتساوية بين جميع المواطنين.
· يكفل الدستور الحقوق القومية للشعب الآشوري السرياني وحل القضية الآشورية السريانية حلاً ديمقراطياً عادلاً في إطار وحدة سورية أرضاً وشعباً مع ممارسة حقوق وواجبات المواطنة المتساوية بين جميع المواطنين.
· تضمن سورية الجديدة للمرأة حقوقها الكاملة بما في ذلك ضمان مشاركتها الفعالة في الحياة السياسية وكافة القطاعات الاخرى.
· إن سورية الجديدة ستكون دولة إيجابية وعامل استقرار حقيقي في محيطها العربي والإقليمي وعلى المستوى الدولي.
· ستعمل سورية الجديدة على استعادة سيادتها في الجولان المحتل بالاستناد إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
· سورية الجديدة ستدعم الحقوق الكاملة والمشروعة للشعب الفلسطيني.
· ستعمل سورية الجديدة على تعزيز التضامن العربي والتعاون الإقليمي وستُبنَي علاقاتها مع الدول على أساس الاحترام المتبادل والمصالح الوطنية.


أهداف المجلس الوطني السوري

يسعى المجلس الوطني السوري إلى تحقيق الأهداف التالية:
أولاً: تأمين الدعم السياسي للثورة السورية
يقوم المجلس الوطني السوري بحشد الدعم بكل أشكاله وخاصة السياسي للثورة السورية، ابتداء من الشركاء العرب (الدول العربية منفردة وجامعة الدول العربية)، ثم مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة، والبلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم. ويسعى المجلس الوطني السوري لبناء علاقات إيجابية مع الجامعة العربية والأمم المتحدة لتأمين الدعم السياسي القوي لسورية خلال الثورة، وفي المرحلة الانتقالية. ويساهم المجلس في تأمين الاستقرار السياسي من أجل طمأنة العالم أن سورية الجديدة ستكون مستقرة وآمنة في ظل الدولة المدنية المنتخبة ديمقراطياً.
ثانياً: وحدة الصف الوطني في مرحلة التغيير
يتمثل دور المجلس الوطني السوري في تعزيز التضامن الوطني بين جميع السوريين على السواء مع الثورة لبناء تحالف قوي لإنجاح الثورة ثم لبناء سورية موحدة أثناء المرحلة الانتقالية. كما ويجسد معاني الوفاق الوطني بين جميع السوريين ويمثل تطلعاتهم في بناء المجتمع المتسامح، لأنه الإرث التاريخي للمجتمع السوري. وسيعمل المجلس الوطني السوري على مواصلة تعزيز الوحدة الوطنية وسيادة الأراضي السورية.
ثالثاً: ضمان عدم حدوث فراغ سياسي
يتمتع المجلس الوطني السوري من خلال التجربة المهنية والتكنوقراطية التي تراكمت لدى أعضائه وأنصاره، بالقدرة على تشكيل حكومة مؤقتة على النحو المبين في برنامجه السياسي. ويدعو برنامج المجلس الوطني السوري السياسي لعقد مؤتمر وطني للشروع في الإصلاحات الانتخابية وانتخاب برلمان مؤقت ليقوم بإعداد مسودة دستور جديد وإجراء انتخابات عامة حرة في وقت لاحق. ويتوفر لدى المجلس أيضاً مجموعة من الخبراء في عدة مجالات تكفل عدم حدوث فراغ سيسي في المرحلة الانتقالية. إن المجلس بتنوع الكتل السياسية الممثلة فيه يضمن وحدة الشعب ووحدة الهدف السياسي في إقامة دولة ديمقراطية حرة.
رابعاً: بلورة خارطة الطريق للتغيير الديمقراطي في سورية
إن لدى المجلس الوطني السوري رؤية واضحة لبناء سورية مدنية حديثة وديمقراطية، حيث يعبر البرنامج السياسي الصادر بتاريخ 20 تشرين الثاني 2011 عن رؤية واضحة لخارطة الطريق التي وضعت سورية على المسار الصحيح لتحقيق التقدم والازدهار.
خامساً: إيصال صوت الثورة السورية ومطالبها إلى المجتمع الدولي
لقد انطلقت الثورة بقيادة جيل من الشباب غير المسيس وغير المتحزب لفئة أو إلى إقليم معين. يمثل الحراك الشعبي 50 إلى 60% من أعضاء المجلس وذلك من أجل ضمان إيصال صوت الشارع وتمثيله وإشراكه في اتخاذ أي قرارات مصيرية للثورة السورية.


هيكلية المجلس الوطني السوري

يتكون المجلس الوطني السوري من 310 أعضاء بالتوافق بين مجموعات المعارضة المختلفة:
· الحراك الثوري
· كتلة المستقلين الليبراليين
· إعلان دمشق
· المنظمة الآثورية
· الإخوان المسلمين وحلفائهم
· ربيع دمشق
· الكتلة الوطنية الكردية
· الكتلة الوطنية
· شخصيات وطنية
تترأس الأمانة العامة المجلس الوطني السوري التي تتألف من ممثلين مرشحين من مجموعات المعارضة المختلفة.
تنتخب الأمانة العامة أعضاء المكتب التنفيذي وهو أصغر حجماً وذات صفة تمثيلية مع موقع الرئاسة الذي ينتخب لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق