خُصِّص هذا الموضوع للقضيةِ السوريةِ باعتبارها المأساةَ الإنسانيَّة الأولى الآن على مستوى العالم، والتي لن نتناولها من وجهة نظر السوريين أو حتى وجهة نظر عربية حتى لا يكون هناك تحيز، ولكن من وجهة نظر أجنبية إنسانية بالأساس.
التقينا مجموعة من هؤلاء المعنيين بالقضية السورية من وجهة نظر إنسانية، وكان يدور في ذهننا سؤالان اثنان: ما الذي قد يدفعُ شخصاً يعيش بعيداً عن هذه الحيثيات جغرافياً أو ثقافياً إلى مشاركةِ الثوار السوريين همومَهم وتقاسمِ عبء إيصال نداءاتِهم وأخبارِ نضالِهم إلى العالم؟ وإلى ابتداع وسائلَ لدعمهم ومساندتهم في نضالهم؟ ثم كيف يرون مستقبل الثورة؟ وما هي تصوراتهم للحل؟
الثورةُ السورية في أوروبا!
أ.ك. طبيبة أسنان يونانية الأصل، عضو في منظمة أطباء بلا حدود، وصديقة للجالية الفلسطينية في اليونان. تعرفت في خضم أحداث “أسطول الحرية” والسفينة التركية “مرمرة” على أصدقاء من الجالية السورية في أثينا وكريت، وكانت تعرف عن سوريا ما يقوله لها زملاؤها السوريون في الجامعة. تقول أ.ك. أنّ إدراكها للوضع في سوريا تزامن مع متابعتها لثورات الربيع العربي شمال أفريقيا منذ بداية العام 2011، حيث كانت تتواصل مع أصدقاء من مصر، وتسمع الحديث عن أن سوريا ستكون الدولةَ التالية.
ومع مرور الوقت بدأت مدوناتٌ يونانيةٌ تتحدث عن الوضع في ليبيا وسوريا، عندها بدأت بالتواصل مع المدونين والنشطاء السوريين في اليونان، وأخذت تترجم المقالات والفيديوهات إلى اللغة اليونانية، وتساهم في ربط المهتمين بالقضية، وتحاول على حد قولها إقناع الناس بجدية الوضع في سوريا، فكان البعض يتجاوب ويطرح الأسئلة لمعرفة المزيد عما يجري، والبعض الآخر لا يتجاوب وينصحها بترك متابعتها، وعلى الرغم من ذلك فقد استمرت فيما هي مؤمنةٌ به.
وعن رؤيتها لحقيقة الوضع في سوريا تقول: “كمتطوعة في منظمة “أطباء بلاد حدود” أرى كل ثورةٍ حصلت في مكان ما من العالم من زاويةٍ إنسانية، فأنا مهتمةٌ بدرجةٍ كبيرةٍ بالوضع في سوريا، الذي يبدو وكأنه لا أحد يعيره الاهتمام الكافي، وخاصةً اليونانُ التي لا صوت لها فيما يجري”.
“حينما أتابع الوضع في سوريا أفكر بزملائي الأطباء والممرضين، بكل إنسانٍ يحاول مد يد المساعدة دون منشآت أو معدات طبية، أفكر بهؤلاء الأبطال الذين يعرضون حياتهم للخطر لمساعدة الآخرين، أتخيل الأطفال، هل يلعبون في الشوارع في ظل هذا الدمار؟. المنظمات الإنسانية دائماً ما تكون على الأرض في ظل هذه الأحداث، أين هم في سوريا الآن؟!”.
وفي تواصلها على الإنترنت بشأن القضية السورية تعرفت أ.ك. على ناشطين آخرين، كان منهم س.ف.، مواطنةٌ إيطالية تدرس “اللغات الأجنبية” في الجامعة، لم تعرف الكثير عن سوريا قبل الثورة، ولم تلتقِ أيَ مواطنٍ سوري، الأمر الوحيد الذي كانت تعرفه عن سوريا هو أنها دولة من دون حريات، محكومةٌ بنظامٍ دكتاتوري، لذلك لم يكن وصول الربيع العربي إلى سوريا مفاجأةً بالنسبة لها.
تقول س.ف.: “لو أني سئلت قبل الخامس عشر من آذار 2011 (تاريخ بدء الثورة) عن سوريا، لكنت فكرتُ في دولةٍ ذات مجتمعٍ متوازن نوعاً ما، تحتوي عدداً من الأقليات، كلُّ من ذهب إلى دمشق ممن أعرف أخبرني عن مدينة عظيمة، فيها جامعات ممتازة، وأناسٌ على قدرٍ عالٍ من التسامح”، وعند سؤالها عن اللحظة التي عرفت فيها عن الثورة السورية تقول: “علمتُ عن الثورة السورية منذ ولادتها عبر قناة الجزيرة الإنجليزية التي كنت أتابعها بشكل يومي، وعبر قنواتٍ محلية أيضاً، لكنني أفضل القنوات العالمية كالجزيرة الإنجليزية والبي بي سي والوورلد نيوز والسي أن أن وسكاي نيوز”.
في ذلك الوقت كانت س.ف. تتابع الثورة الليبية، وفور معرفتها ببدء الناس في سوريا بالتظاهر سلمياً ملأها الشعور بالفرحة والتضامن معهم، لكن تلك الفرحة ما لبثت أن تحولت إلى القلق والاشمئزاز من القمع الإجرامي وغير المبرر الذي ووجه به هؤلاء الناس، فبدأت منذ ذلك الوقت بمتابعة الثورة السورية عن قرب، ومحاولة إيجاد المصادر الأفضل للمعلومات، والحديث عن الثورة للأقرباء والأصدقاء والزملاء في الكلية، في محاولة لتسليط الضوء على الوضع في سوريا في الوقت الذي لم تكن القنوات الإخبارية المحلية تقوم بما يكفي، لذلك فقد بدأت قدر استطاعتها بلفت انتباه الناس إلى القضية.
“لكن ذلك لم يكن كافياً”، تقول س.ف.: “عندها قررت القيام بما هو أكثر من ذلك، فقررت الانضمام في 1/11/2011 إلى منظمة رعاية الإغاثة السورية “سيريان ريليف كير Syrian Relief Care”، وهي منظمة غير حكومية، تضم عدداً من المتطوعين، تهدف لنشر المعلومات عن الوضع في سوريا، ولجمع الدعم المالي لتأمين الاحتياجات الإنسانية الأساسية للسوريين الذين هم في أمس الحاجة إليه بسبب الظلم الواقع عليهم من نظام الأسد.
وتضيف س.ف. قائلة: “شهدت إيطاليا العديد من التظاهرات في المدن الإيطالية في العام الماضي للتضامن مع الشعب السوري ودعمه، كما تم إطلاق العديد من المبادرات لزيادة وعي الناس بالقضية، مثل مبادرة “شريط أسود من أجل سوريا A black ribbon for Syria” والتي أطلقتها الجاليةُ السورية في ميلان في 2/2/2012، ثمَّ انتشرت خلال أيامٍ في عدةِ مُدن، وشارك فيها أكثر من 20 نائباً وعضواً في مجلس الشيوخ، كما انتشرت في الأشهر الماضيةِ مبادرةُ “الأقواسِ السوداء” التي شاركتُ فيها”.
وعن نظرتِها الخاصة تجاه الوضع في سوريا تقول: “أرى فرصةً كبيرةً أمام الشعب السوري لاستعادة حريته، الحريةُ التي حُرِم منها لسنين طويلةً من الدكتاتورية الوحشية”. “الشجاعة، قوة الإرادة والسلمية هي أقل ما يمكن أن يوصف به الشعب السوري، وإلا فبِمَ يوصفُ الذين يواجهون الدبابات والرصاص والأسلحة الثقيلة وبأيديهم أغصان الزيتون؟ أليس ذلك ما فعله السوريون في بانياس في أبريل/2011؟ هؤلاء الذين يواجهون نيران الدبابات والقناصين، وسلاحهم الوحيدُ كميةٌ هائلةٌ من الشجاعةِ و الكرامة”.
وحيثُ يتهمُ نظامُ الأسدِ إرهابيينَ بالتسببِ بالأزمةِ في سوريا ترى س.ف. “أنَّ رجالَ الأسدِ وشبيحتهُ هم الإرهابيون، فهم الذين يذبحون الرجالَ والأطفالَ والنساءَ والشيوخ، ويغتصبون النساء، ويقصفون المنازل والمساجد والمشافي”. تقول س.ف.: “في ظل دكتاتوريةِ الأسد يكون الانشقاقُ واجباً أخلاقياً؛ فالجنود الحقيقيون هم هؤلاء الذين يرفضون المشاركة في الإبادة الجماعية التي تجري في سوريا ويختارون الوقوف إلى جانب الشعب، وفاءً بالتزامهم تجاه الدولة التي لا يمثلها سوى الشعب السوري”.
رأت س.ف الرجالَ والنساءَ والأطفالَ والعجائزَ يُقتلونَ ويُقصفونَ دونَ رحمةٍ على يد الحكومةِ القاسية، التي كان من المفترض أن تحميَ مواطنِيها، كما تفعلُ كلُّ حكومةٍ في العالم. لكنَّ ذلك لم يحدث لأن هذه الدكتاتوريةَ المروعةَ فرضت نفسَها على الناس، فهي لم تمتلك شرعيةً في يوم من الأيام. تقول: “إذا كان التظاهرُ السلميُّ حقاً مشروعاً للتعبيرِ عن الرأي يقابلُ  بقمعٍ وحشيٍّ من قبل الحكومة، عندئذٍ تصبحُ  الثورةُ بحدِّ ذاتِها حقاً”، “لذلك فإنني أرى هذه الثورةَ كفاحاً من أجلِ الحرية، والذي في نظرِي هو الحقُّ الأولُ للإنسان، فالحياةُ لا تستحِقُّ أن تسمى حياةً من دونِ حرية”.
ومن ذاتِ المنظمة كان لي حديثٌ مع “ايرل” المقيم في بريطانيا ويحمل شهادةً في شبكاتِ الحاسوب. عرف ايرل عن الوضع في سوريا منذ بداية ثورات الربيع العربي، حيث كان خلال الأشهر الستة الأولى متابعاً للثورة الليبية إلى حد كبير. وعلى الرغم من أنه كان يعرف بعض الشيء عن الوضع في سوريا، إلى أنه بدأ يوليها اهتمامه ويتابع التفاصيل في سبتمبر/2012.
انضم ايرل إلى مجموعة حرية سوريا “سيريان فريدوم Syrian Freedom” التي أنشأت موقعاً للبث الحي لأخبار سوريا على الانترنت، وبدأ العملَ بنشر أخبار الثورة السورية باللغة الإنجليزية، ونقل الفيديوهات، والبث بشكل حيٍّ ومباشر من داخل سوريا قدر الإمكان.
في ديسمبر/2012 أنشأت المجموعةُ موقعاً على الإنترنت لجمع الدعم المادي لسوريا: من المال والطعام والملابس والأدوية. وقد جمعت المجموعة آلاف اليورو لدعم الشعب السوري عبر هذا الموقع، وأوصلت العديد من أشكال الدعم إلى اللاجئين السوريين، ولا زال نشاط المجموعة مستمراً عبر المواقع التي أنشأتها.
يقول ايرل: “أتمنى أن يتخلص الشعب السوري من وحشية الأسد ونظامه القمعي، وآمل أن يحدث ذلك بأقل قدرٍ ممكنٍ من سفك الدماء. يجب أن تكون سوريا دولةً حرةً وديمقراطية، حيث يعيش كل المواطنين في مساواةٍ وسلام، وحيث العدالةُ تشمل الجميع”.
ومن نفس المجموعة التي ينتمي إليها ايرل كان لي لقاء مع إي. بي.، مواطنٌ نمساوي يعيش في اليابان، يعمل مديراً لشركةٍّ دولية. عاش في سوريا لثلاثة عشر شهراً بين عامي 1993 و1994، ولاحظ اختلافاً عما عايشه في بلاده من التفكيرِ والإجراءات وظروف وطرقِ العمل. وأُعجِب بوُدِّية الناس واهتمامهم بالأجانب، حيثُ يقول: “أظنُّ أنهم معتادُون على الأجانب بسبب العدد الكبير من جنود الأمم المتحدة هناك”.
عرف إي. بي. عن الوضع في سوريا منذ بداية الثورة، وانضم إلى هذه المجموعة، وهو يتابع أخبار سوريا عبر العديد من مواقع المحادثة والبث الحي وفيسبوك وتويتر، حيث يقول: “لا يبثُّ التلفاز وبشكلٍ خاص التلفاز الياباني الكثيرَ من الأخبار”.
بين انشقاق الداخل وخذلان الخارج
لم يكتفِ هؤلاء بوصفِ الأزمة، لكنهم حاولوا تقديم وجهات نظر حول كيفية الخروج منها، تراوحت بين تأييد الانشقاق عن الجيش والمطالبة بتفعيل الدور الدولي وإيجاد ممرات آمنة بدلاً من حالة الخذلان الدولي الموجودة الآن. فمن جانبها رأت س.ف. أن هناك حاجةً ملِحةً لشرح مفهوم “الانشقاق Defection” عن الجيش، الذي قد يفهمُه القارئُ على أنه الخروج عن الجيش الذي يحمي الدولة والشعب مما قد يعتبر خيانة، وتضيف قائلة: “عندما يحنثُ الجيشُ بقسَمه لحماية الدولة والشعب ويبدأ بالتحرك ضدهم يكون هو الخائنَ الحقيقي لا من يرفض إطلاق النار على المواطنين أو تعذيب الأطفال، الخائنُ في هذه الحالة هو الجنديُّ الذي يقبلُ تنفيذ أكثر الأوامر قسوة، لذلك فإنني أرى في الجيش السوري جيشاً يتخذُ الشعبَ الذي يجب أن يحميه عدواً، وجنوداً يحمون الأسدَ وحاشيتهُ للحفاظِ على امتيازاتٍ معينةٍ عبرَ قمعِ الناس، الذين هم في الحقيقةِ أهلُهم وأطفالُهم”.
يشاركُها الرأي إي.بي. برؤيته أنَّ الانشقاقَ أمرٌ جيدٌ لأنَّ قدرةَ الجنودِ المنشقين على الدفاعِ عن المدنيينَ أكبرُ من قدرةِ المتطوعين من الناس، ويقول: “إنَّ من الشجاعةِ الانشقاقُ عن الجيش على الرغم من قتلِ وتعذيب العديد من الجنود الذين حاولوا ذلك، مما يدلُّ على شعورِ الجنودِ المنشقين بأن ذلك هو الصوابُ والفعلُ الأخلاقي”.
أما بالنسبة للموقف الدولي، تؤكد أ.ك. عدم إيمانها بقدرةِ أي فئةٍ على حسم الصراع، وأنها ترى أنَّ بمقدور المجتمع الدولي إنهاءَ الأزمة إذا أراد كما في ليبيا أو يوغسلافيا السابقة أو العراق أو أفغانستان، وفي ذلك تقول: ” أعتقد بشدةٍ بأننا سنرى تدخلاً دولياً هذا العام كما في أحد تلك الدول”.
فيما تصفُ س.ف. موقف المجتمع الدولي بالخمودِ الذي يصل إلى حد التواطؤِ مع نظامِ الأسد، “حيث لم يستغل المجتمعُ الدوليُ الفرصَ المتاحةَ للتدخل، والتي كان آخرها إطلاقَ النارِ باتجاه مخيم كيليس والتعدي على الحدودِ وعلى سيادةِ تركيا، التي أرى أنها لها الحقُّ في حمايةِ حدودِها واتخاذِ خطواتٍ أكثرَ جديةً من الخطابات”.
أما ايرل فيؤكد أنَّ الشعبَ السوريَّ يستحقُّ دعمَ المجتمعِ الدوليِّ الذي لم يحصل عليهِ حتى هذهِ اللحظة، ويقول: “يبدو أن المجتمعَ الدوليَّ ليسَ مستعداً لمواجهةِ الحقيقة؛ وهي أنه دونَ إجراءاتٍ حازمة، سيستمرُّ الأسدُ في قمع الشعب السوري”.
وفي رؤيتها لمستقبلِ الثورةِ تتمنى س.ف. فرضَ الممراتِ الإنسانيةِ والمناطقَ الآمنةَ التي ستوفرُ بنظرها الحمايةَ للناسِ والفرصةَ للجيشِ الحرِّ لينظمَ صفوفَه، كما ستشجع الجنودَ على الانشقاق. كما ترى وجوب دعم الجيشِ السوريِّ الحر لإعطائه الفرصةَ للردِّ على حملةِ النظام، وتقول: “الفجوةُ الواضحةُ بين تسلُّح جيش النظامِ والجيشِ الحر تجعلُ الدفاعَ عن الناس أمراً صعباً جداً”.
أما ايرل فيرى أنَّ النظامَ ليسَ مستعداً للتخلي عن السلطةِ على الرغم من استمراره في ممارسة القمعِ الوحشي على الشعب، ويقول: “أخشى أن يطولَ الوقتُ قبل عزلِ الأسد، مما قد يكلفُ المزيدَ من الأرواح، إضافةً إلى أولئك الذين استُشهدوا”. كما ليس لدي شكٌّ أنه سيرحل، لكنني أتمنى أن يتصرفَ المجتمعُ الدوليُّ بسرعةٍ ويضعَ حدّاً لهذا الطغيان”.
يقول إي. بي.: “أعتقدُ أن الاحتمالاتِ متساويةٌ في الوصولِ إلى نفس الحالةِ التونسيةِ أو الليبيةِ أو المِصرية على الرغمِ من وجودِ مشاكلِها جميعاً، وأتمنّى أن يصلَ الشعبُ السوريُّ إلى حرِّيته بكل الوسائل، وأن يتوقفَ سفكُ الدِّماءِ بأسرعِ وقتٍ ممكن”.
وفي النهايةِ تقولُ س.ف.: “أنا متأكدةٌ من نجاحِ الثورة، لأنه ما مِن نظامٍ يستطيعُ البقاءَ بذبحِ شعبه، والتاريخُ يحوي أدلةً واضحةً على ذلك. ولكن يبقى لديَّ سؤالين: كم من الأرواحِ سنخسرُ حتى حدوثِ ذلك؟ وإلى كم مزيدٍ من الدماءِ يحتاجُ العالمُ ليتصرفَ بجدية؟”.
خاتمة
هذه قصصٌ لناشطين ممن هم ليسوا سوريين ولا يتحدثون اللغة العربية، دفعهم ما رأوا من معاناةِ الشعبِ السوريِّ عبر وسائلِ الإعلامِ ومواقعِ الإنترنت إلى تبني القضيةِ السوريةِ وإدراجها ضمن نشاطاتهم اليومية، وحملِ همِّ نقلِ أخبارها وإيصالِ الصورةِ الحقيقيةِ عما يحدثُ لأولئك الذين لا يتحدثون العربية، وابتداعِ الوسائلِ لدعمِ الثوار. فما بالُ أولئك الذين يعيشون في سوريا ويشاهدون ما يحدثُ بأعينهم ولم يحددوا موقفَهم حتى الآن؟ ما بالُ العرب الذين يشاهدون أخبارَ سوريا بشكل يوميٍّ في وسائلِ الإعلام ولم يتخذوا أيَّ خطوةٍ تجاهَها؟ ما الذي يمنعُ أيَّ مهتم من تخصيصِ وقتٍ يوميٍّ لدعمِ الثورةِ بأيٍّ من الوسائلِ المتاحة؟
رسالةٌ أوجهها إلى كلِّ سوريٍّ داخل أو خارج الوطن الغالي، وإلى كلِّ من يهتمُّ لمعاناةِ  السوريين: خصِّص من وقتك اليومي ساعةً لنقل الصورةِ الحقيقيةِ عما يحدُث، لأنَّ هناك في مكانٍ ما في هذا العالم من ينتظرُ سماعَ الحقيقة، إذا لم تكُن لديكَ القدرةُ للتبرعِ بالمال أو للكتابةِ عن الثورةِ السورية قد يستمعُ إليكَ غيرُك ممن لديهِ القدرةُ ويبادر بتقديمِ الدّعم.