الاثنين، 23 يوليو 2012

د.جاسم بن مهلهل: سورية تنزف دماً فماذا تنتظر الإنسانية لتوقف نزيفه؟!



د.جاسم بن مهلهل الياسين يكتب: سورية تنزف دماً فماذا تنتظر الإنسانية لتوقف نزيفه؟!




بقلم: د.جاسم بن مهلهل الياسين    -    2012-02-09 10:39:41
لا يسع بني الإنسان في هذا الآن إلا أن يقولوا: على الإنسانية السلام إذا كان بعض من يتسمون باسمها يقفون مع القتلة ضد المقتول، مع المجرم ضد الضحية، مع الظالم ضد المظلومين، مع الجزار ضد أشلاء ذبيحته... نعم هذا هو معنى الفيتو المزدوج من الروس والصين وهما اللتان تعدان نفسيهما دولتين عظيمتين.
وإن توهم وجود أسلحة الدمار الشامل عند صدام حركت جيوش أمريكا وبريطانيا لإسقاط نظامه، أفلا تحرك حقائق تقتيل الأسد لشعبه بالطائرات والراجمات والدبابات جيوش أمريكا وأوروبا؟؟!!
لقد أثبتت جلسة مجلس الأمن ما كنا نعرفه سلفا وهو أن الثورة السورية يتيمة ولكنها محفوفة بالرعاية الإلهية.
أما آن لمصر أن تتقدم لبلاد الشام لتستعيد رمزيتها العربية بين الشعوب في إسقاط النظام الطاغوتي في سورية؟؟!!!
لقد آن لتركيا «أوردغان» تحرير منطقة آمنة في سورية يتحرك منها جيش سورية الحر لتحرير الشام من الطغاة... لكِ الله يا سورية..
إننا صرنا في هذه الأيام نصبح ونمسي على أخبار المجازر في سورية الحبيبة من قبل نظام بعثي فاش مجرم لا يعرف للانسانية معنى ولا يقدر لها قدراً..
من قبل ابن ورث عن أبيه كل صفات الإجرام والقتل والتدمير لأبناء شعبه وأمته..
من قبل حزب البعث الذي لا يوجد في قاموسه إلا الظلم والقتل والتنكيل والفساد..
فها هم الأبناء يكملون ما بدأه آباؤهم من قبل فابن المجرم يكمل اليوم جريمة أبيه، وابن الضحية يُقتل اليوم على نفس المذبح الذي قضى عليه والده، تتشابه الأسماء والوجوه وتتماثل الأيام والشهور، نفس المرأة التي بكت يوماً زوجها تبكي اليوم ابنها الذي قتله ابن قاتل زوجها، نفس الأم التي أفاضت الدمع على ولدها جفّ دمعها وها هي تبكي اليوم حفيدها المقتول على يد ابن القاتل الأول، نفس البيوت التي هُدمت على رؤوس أصحابها وبُنيت ثانيةً عادت لتهدم على رؤوس أصحابها مرةً أخرى.
إن الشعور بالأمان عند القاتل بأنه لن يُحاسب على أفعاله، هو الذي جعله يستمر في مجازره، وإن هلاك الأب القاتل دون أن يأخذ عقابه العادل في الدنيا جعل الابن ينسى أن هناك عذاباً في الآخرة هو أدهى وأمر فما كان منه إلا أن كرر فعلة أبيه من قبل، بل وزاد عليها بجاحة وبشاعة وظلماً، إنها الدائرة التي لن تنتهي إلا لتبدأ، والحلقة التي لن تنقطع إلا عندما يُقضى على الجزار، إن العظام في المقابر ستبقى تضطرم بالغضب، إن الأرواح لن تسكن وتهدأ وإن الدماء لن تنقطع إلا عندما يحل العدل.
إننا نسمع بين الحين والآخر بعض الكلام عن العفو والمسامحة وفتح الصفحات الجديدة، فهل يُعقل هذا وهل يملك أحد أن يعفو عن هؤلاء القتلة، وهل يظن أحدٌ أن العفو سيجلب السلام؟ إن السلام لا يتحقق إلا بالعدل، وإن الأمن لا ينتشر إلا بالعدل، وإن الدول لا تقوم إلا بالعدل، فالعدل والعدل وحده هو ما يوقف هذه المجزرة المستمرة وهو وحده الذي يعطي الضمان ألا تتكرر.
وها هي المآسي تتجدد وتتكرر وما تزال تتكرر المجزرة تلو المجزرة، والجريمة تلو الجريمة والعالم كله يشاهد ويتفرج ولا يحرك ساكناً… دماء إخوتنا السوريين تراق وتستباح.. بيوت تهدم على رؤوس ساكنيها..
مدن منكوبة...أشلاء ممزقة.... أوصال مقطعة.... أطفال في عمر الورود بالدماء مضرجة... شهداء وجرحى وأشياء لا يتحملها عقلٌ أو قلب أو ضمير…
مجازر ودماء، وأنين وآهات، وقتل وترويع، وتعذيب واغتصاب، إن المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها يتابعون لحظة لحظة وساعة ساعة هذه المعركة الحاسمة، معركة الحق والباطل على أرض الشام، والتي هي حلقة من حلقات الصراع الذي هو سنة الله -تبارك وتعالى- في عباده في تلك الأرض المباركة التي باركها الله تعالى.
ولكن هناك من يأبى من بني الانسان الا ان يكون مع الباطل في وجه الحق، ومع الظلم ضد العدل...
أيها السوريون: تذكروا أعداءكم
أيها السوريون هناك من ينتظر سماع عويلكم وبكائكم، ويبحث عن مناظر قتلكم وقصفكم ليشمت بكم إنهم (الذين نصبوا أنفسهم لنُصرة المحروم والمظلوم في أول أمرهم، فانكشف آخر أمرهم وتبين أن المظلوم والمحروم المعني في ثورتهم هم من كانوا على دينهم ومذهبهم)…..
وهناك من يتاجر بكم وبدمائكم لمصلحة شخصية اقتصادية أو سياسية، ويقف في وجه حريتكم وحقوقكم، ولا يهمه أن تفنوا عن آخركم، بل ويدافع عن الجزار الذي ينتهك أعراضكم ويقتل شبابكم ورجالكم، ويسفك دماءكم، فيرفع بكل صفاقة يده في وجه ادانة الجزار وتوجيه اللوم والعتاب ضده إنهم (الصينيون والروس)…
لا يسع بني الإنسان في هذا الآن إلا أن يقولوا:على الإنسانية السلام إذا كان بعض من يتسمون باسمها يقفون مع القتلة ضد المقتول، مع المجرم ضد الضحية، مع الظالم ضد المظلومين، مع الجزار ضد أشلاء ذبيحته... نعم هذا هو معنى الفيتو المزدوج من الروس والصين وهما اللتان تعدان نفسيهما دولتين عظيمتين.... لقد أعطتا بهذا الفيتو رخصة مختومة بختمهما، وموقعة باسمهما لبشار الأسد وحزبه البعثي المجرم ليمعن أكثر وأكثر في سحق شعبه وأمته.. وهذا ما أصبحنا نراه ونسمعه كل يوم من نتائج هذا الفيتو الظالم....
فأصبح الأسد المجرم لا يرتدع ولا يرعوي ولا يستحي من قتل شعبه وقصفهم علناً ودون أي هوادة وكأنه ظن أن الفيتو آية مقدسة أو وحيا من السماء يرخص له قتل شعبه وأمته ولكنه غفل عن أن لعنة الله والملائكة والناس أجمعين تحيق به وتنزل عليه في كل آن وحين....
يا شرفاء العالم، يا حماة الإنسانية، يا أصحاب الضمائر الحية في كل مكان من هذا العالم: إن الدفاع عن المظلومين لا يحتاج لرخصة من مجلس الأمن ولا من غيره.......
إن نصرة الضعفاء وإغاثة الملهوفين والمنكوبين لا تحتاج لموافقة من مجلس الأمن ولا من غيره..
إن إنقاذ الأطفال والنساء والشباب والشيوخ من براثن أسد مفترس لا تحتمل الانتظار حتى يوافق الدب المتجمد والتنين الملتهب.....
وإن أمريكا وبريطانيا ما كانتا بحاجة إلى قرار مجلس الأمن لإسقاط نظام صدام وتسليم العراق لحزب الدعوة فلماذا تحتاجه اليوم؟؟!! وإن توهم وجود أسلحة الدمار الشامل عند صدام حركت جيوش أمريكا وبريطانيا لإسقاط نظامه، أفلا تحرك حقائق تقتيل الأسد لشعبه بالطائرات والراجمات والدبابات جيوش أمريكا وأوروبا؟؟!! ولكن مع ذلك كله صبرا يا شعب سورية لا تستعجلوا فالنصر آت آت بإذن الله تعالى.....
المحن تشتد، والكرب تتزايد والمصائب تعظم لكن النصر والفرج لا بد إن يأتي بإذن الله.

إذا اشتملت على اليأس القلوب
وضاق بما به الصدر الرحيب
وأوطنت المكاره واطمأنت
وأرست في أماكنها الخطوب
ولم ير لانكشاف الضر وجه
ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث
يجيء به القريب المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت
فموصول به الفرج القريب

الشام أرض مباركة وسيطهرها الله من رجس البعثيين

أيها السوريون:
أرضكم أرض الشام أرض مباركة، أرض سينزل بها المسيح عيسى عليه السلام ليكسر الصليب ويقتل الدجال فلا بد أن تتطهر من رجس البعثيين المجرمين قبل نزوله عليه السلام.....
أرضكم هي صفوة الله من أرضه، والله لن يدع المجرمين البعثيين الذين يعيثون فساداً في صفوته من الأرض بل سيطهر الله هذه الأرض منهم ويجعلهم عبرة للأولين والآخرين إن شاء الله.
عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صفوة الله من أرضه الشام، وفيها صفوته من خلقه وعباده، ولتدخلن الجنة من أمتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب). رواه الطبراني.
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن عنده: "طوبى للشام إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه" رواه الترمذي وصححه.
لقد أثبتت جلسة مجلس الأمن ما كنا نعرفه سلفا وهو أن الثورة السورية يتيمة ولكنها محفوفة بالرعاية الإلهية، وأن ما جرى في مجلس الأمن ما هو إلا قضاء من الله سبحانه وتعالى ليُسيّر الأمور بما هو خير لنا ووفق حكمة قد تغيب عنا الآن إلا أنها الخير كل الخير للشام المباركة وأهلها، ولا بد لها أن تطهر من الظلمة والظالمين.
وقديما قيل: من طال عدوانه زال سلطانه وهذا ما أكده الحق سبحانه بقوله: {إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب عظيم} وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم.
عذرا حمص..عذرا حماة..عذرا غوطة دمشق....عذرا ريف دمشق...عذرا ادلب.. درعا.. عذرا جبل الزاوية.... عذراً لكل من ساهم في ثورة الحرية السورية نحن بعيدون عنكم بأجسامنا ولكنكم في قلوبنا.

الخليج وأهله معكم
أيها السوريون:
ان اخوتكم من المسلمين في العالم عامة وفي الخليج خاصة ليحسون بمحنتكم وليعيشون كربتكم، وليقدمون كل ما استطاعوا اليه سبيلاً من دعم مادي أو معنوي أو اقتصادي، وهنا أذكر الخطوة الجريئة والقوية التي قامت بها دول مجلس التعاون الخليجي من سحب سفرائها في دمشق وطرد سفراء البعث المجرم من أراضيها.فشكراً لقادة وشعوب مجلس التعاون الخليجي بقيادة خادم الحرمين نصرتهم لاخوانهم المسلمين في سورية.
وإننا لنرجو أن تقوم كل الدول العربية والإسلامية بخطوات مماثلة وخصوصاً جمهورية مصر العربية فنقول: أما آن لمصر أن تتقدم لبلاد الشام لتستعيد رمزيتها العربية بين الشعوب في إسقاط النظام الطاغوتي في سورية؟؟!!!
ونقول لتركيا: لقد آن لتركيا «أوردغان» تحرير منطقة آمنة في سورية يتحرك منها جيش سورية الحر لتحرير الشام من الطغاة...لكِ الله يا سورية..
وإن هذا هو أقل الواجب علينا كبشر قبل أن نكون عرباً ومسلمين تجاه ما نراه من قتل وقصف وتدمير وانتهاك لحقوق بني الإنسان كافة.
يا من تساندون المجرم كيف تسكتون صوت ضمائركم؟؟؟!!!
ونقول لمن ساند نظام الظلم والطغيان: بعد سقوط طواغيت العالم العربي أما آن لإيران أن تعيش في حدودها وتشتغل في تنمية نفسها بدلاً من تصدير الثورة وإثارة الفتن في عالمنا العربي.
ونقول لروسيا والصين: آهات الأمهات وصرخات الأطفال إذا لم تُحرك ضمائركم فماذا يحركها إذاً!
نقول لهم ماذا تقولون لضمائركم يا من ساندتم النظام البعثي المجرم عندما تخاصمكم هذه الدماء التي أريقت والأرواح التي أزهقت على أرض الشام المباركة..؟!
نقول لهم: إن الثورة السورية ستنتصر بإذن الله شئتم أم أبيتم، ونظام الأسد سيرمى في مزابل التاريخ هو وكل من سانده ووقف معه ضد شعبه وأمته.
وإن شاء الله من بين الدموع والأسى سينتزع الشعب السوري الأمل، ومن بين الأشلاء والجثث والخراب والدمار سيضيء نور النصر والظفر، وستنتصر الثورة السورية لتعود الشام كما كانت منارة للعلم والعلماء وقلعة حصينة من قلاع الإسلام قد طهرت من رجس البعث والبعثيين وجرائمهم وأذنابهم أجمعين.
اللهم عليك بطاغية الشام وجنوده اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك اللهم إنهم لا يعجزونك يا رب العالمين.
اللهم ارحم إخواننا وأخواتنا المستضعفين في سورية اللهم ارحم شيوخهم وأطفالهم وارفع عنهم الظلم والعدوان.
اللهم ارحم موتاهم وتقبل شهداءهم واشف جرحاهم.
اللهم اربط على قلوب من فقدوا آباءهم وأبناءهم وكل عزيز عليهم رحماك يارب بشعب هب لنصرة الدين ولرفع الظلم والعدوان.
اللهم اجعل بلاد المسلمين بلاد العدل والحق ونصرة الإسلام.
اللهم ولِّ على بلاد المسلمين الأخيار وادحر زمرة الأشرار


الرابط الأصلي للمقال
http://www.alamatonline.net/l3.php?id=22793

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق