حول التفجيرات المفتعلة المستنكرة
تصريح من جماعة الإخوان المسلمين في سورية
حول التفجيرات المفتعلة المستنكرة
مرة بعد مرة، ومع كل إطلالة للمجتمع الدولي على سورية، يستقبل الشعب السوري وجبة من التفجيرات المفتعلة، لتكون نوعاً من البروتوكول التشريفي هكذا استقبل بشار الأسد البعثة العربية برئاسة الفريق (الدابّي)، وهكذا استُقبل الجنرال المغربي (أحمد حميش)، وهكذا يُستقبل بالأمس الجنرال النرويجي (مود)..
لقد أطلقت الزمرة المتسلطة على سورية، منذ الأيام الأولى لثورة السوريين الوطنية السلمية، كذبتها الإستراتيجية الأولى، عن المؤامرة والإرهاب، وظلت خلال أربعة عشر شهرا تفتعل الأحداث لتثبيت هذه الكذبة؛ ذلك أن الاختباء وراء جدار (الإرهاب العالمي) ما يزال يشكل الحصن الأقرب لعقول القراصنة في دمشق، الذين طالما قدّموا أنفسهم لهذا العالم، وبفخر، أدوات قمع للإرهاب والأصولية، وجزاري تعذيب لحساب الآخرين. وما قضية المواطن الكندي السوري الأصل (ماهر عرار) عن الرأي العام ببعيد..
لم تكن الزمرة المتسلطة على سورية هي الأولى في التاريخ العالمي، التي تفتعل الأحداث ولو ضدّ (نفسها)، لتوظيفها في خدمة أهداف تظنها أكثر أهمية من الضرر الذي يلحقها من عدوانها على ذاتها؛ لكنها بالتأكيد الأكثرُ براعة في هذا الميدان، والأكثرُ إدماناً عليه. يسجل علماء نفس الإجرام حالات أكثر تطورا لعدوان بعض المجرمين على أنفسهم كشاهد على براءتهم، ولعل نماذج إجرام هذه الزمرة في سورية سوف تغني وقائع التاريخ العسكري، وتاريخ سلوك المجرمين بحالات أكثر دلالة وأبعد مدى ..
لقد أراد شعبنا أن تكون ثورته منذ اليوم الأول (وطنية – سلمية)، وما يزال يصرّ عليها كذلك. ومن هنا فإن الزمرة المتسلطة على شعب سورية، تتحمل مسئولية أيّ تداعيات سلبية، لإصرارها على المضيّ في طريقها القمعيّ والعنفيّ، القائم على المراوغة والمناورة والافتعال..
إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية..
نؤكد تمسّكنا – مع جميع أبناء شعبنا – بحقنا في التعبير الثوريّ الوطنيّ السلميّ. ونطالب كلّ القوى المحبة للحرية والعدل والسلام في العالم، أن تقف إلى جانب شعبنا، لدعم حقوقه الإنسانية الأساسية، مثله مثل جميع شعوب الأرض.
نرى في التفجيرات الأخيرة التي شهدتها إدلب ودمشق أحداثا مفتعلة، ارتكبتها الزمرة المتسلطة على هذا الشعب، لتوظيفها في تأكيد مزاعمها عن العصابات الإرهابية والمسلحة، مما تظنه سيشفع لها أمام المجتمع الدولي..
نتحدّى هذه الزمرة في القبول بتحقيقات محايدة وشفافة، تحدّد المسئول عن كل الفظائع الكبرى التي شهدتها سورية، على مدى أكثر من عام، دون أن يشهد الرأي العام الوطنيّ أو الدولي أيّ تحقيق – ولو شكليا – في أيّ من هذه الجرائم والفظائع. ونطالب بإخراج سورية من وراء السور الحديديّ، وفتحها للإعلام العالميّ الحرّ والشفاف، ليكون شاهداً على المجرم الحقيقي، الذي يسفك دماء الشعب السوريّ، ويعيث في سورية فسادا..
نستنكر أيّ استهداف لبنية الدولة ومؤسساتها الوطنية، وندين كل أشكال فوضى القتل التي يستدعيها سلوك هذه الزمرة المتسلطة القمعيّ والعنفيّ، ونحمّلها المسئولية التاريخية والإنسانية والسياسية، عن أيّ تداعيات تجرّها الممارسات العنفية والقمعية التي تنتهجها هذه الزمرة المارقة..
نؤكد على قدرة شعبنا على الوفاء باستحقاقات حريته وكرامته، وعلى وعيه لكلّ أشكال الخطر الذي تعمل الزمرة المارقة على استدعائها، لخلط الأوراق، والاختباء وراء كل ما تفتعل من أحداث..
لندن : 1 / 5 / 2012م
زهير سالم
الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق